More

    فضيحة مدوية لجيش الاحتلال: مشروع إغراق أنفاق غزة فشل منذ أيامه الأولى

    كشفت صحيفة هآرتس العبرية، تفاصيل مثيرة، عن فشل ما أطلق عليه جيش الاحتلال “مشروع أتلانتس”، أو عملية إغراق أنفاق المقاومة في غزة، وصار بمثابة فشل عسكري معروف، ولم يوقفه أحد إلا بعد فوات الأوان.

    وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته “عربي21″، إن المشروع كان من المفترض أن يغير قواعد اللعبة، ويشكل ردا سريعا وقاتلا، في إحدى الجبهات المعقدة داخل قطاع غزة، وذهب الجيش لحد وصفه بالاختراق الهندسي والتكنولوجي الكبير، في التعامل مع التحدي السري وهو الأنفاق، لكن خلف ذلك وقع فشل كبير لخطة تحقن مياه البحر بموجبها بكثافة عالية، لقتل كبار قيادات المقاومة في غزة.

    وأضافت: “لكن بعد نحو نصف عام، من الكشف للجمهور عن النظام، بات من الواضح أن أتلانتس، ضاع، ولم يعد قيد الاستخدام، ولا أحد في الجيش يمكنه أن يصرح بما هي الفائدة من ورائه، إن وجدت، أو ما حققه ذلك المشروع باهظ الثمن”.

    وكشفت الصحيفة، أن المشروع بدأ العمل به حتى قبل صدور الآراء اللازمة التي طلبها الجيش من متخصصين، بسبب الضغوط الكثيرة التي مورست من الأعلى وخاصة قائد القيادة الجنوبية، اللواء يارون فينكلمان، وأن العملية تمت مع وجود خطر محتمل على الأسرى الإسرائيليين في القطاع وهم على قيد الحياة.

    ونقلت عن مصدر أمني لم تذكر اسمه قوله: “تم تفعيل النظام، في نفق مركزي واحد على الأقل لحماس، وكان يستخدم من قبل كبار القادة، في مراحل مختلفة من الحرب، وكان هناك احتمال بوجود أسرى استخدموا كدروع بشرية”.

    وقال مصدر أمني آخر: “الإنجازات التي تحققت على الأرض، ضد كبار قادة حماس، لم تكن كبيرة”، وأشار مصدر آخر، إلى أن قائد القيادة الجنوبية طالب بإيجاد حلول للمس بمقاتلي حماس في الأنفاق، وكان هناك إحباط لأن القوات لم تكن تعتقد أنها ستبدأ بالدخول إلى جميع الأنفاق، خاصة وأنهم تعرفوا على أنفاق لم يكن لدى المخابرات علم بها والجيش كان في طور التعرف على ما سيواجهه بغزة، ووجود مئات الكيلومترات من الأنفاق.

    وأشارت الصحيفة، إلى أن من في القيادة الجنوبية، لم يكن لديه حل لمشكلة الأنفاق، وفكرة الإغراق بمياه البحر، طرحها ضابط في القوات البرية، عبر مضخات وأنابيب ينشرها الجيش في قطاع غزة، والخطة صيغت قبل تولي فينكلمان منصبه، بسنوات، وكانت مقترحا لخطة طوارئ وفرص نجاحها منخفضة، لكن قائد القيادة الجنوبية أعطى الضوء الأخضر لتنفيذ أمر قديم في واقع جديد بغزة خلال الحرب.

    ولفتت الصحيفة إلى أنه وبعد حصول الخطة على الموافقات اللازمة، من رئيس الأركان والمدعي العام العسكري، طلب الجيش المساعدة من سلطة المياه، وتم إنشاء مجموعتين من الخبراء إحداهما مسؤولة عن  دراسة تدفق المياه في الأنفاق، والأخرى حول فقدان المياه من جدران الأنفاق.

    وكشفت أن الجيش، لم ينتظر الاستنتاجات، وانتقل إلى مرحلة ضخ المياه فورا، واختيرت الفرقة 162 كمقاول تشغيلي وأعمال البنية التحتية، أوكلت إلى مقاتلي اللواء الثالث عشر، والذي تحول إلى وحدة للأنابيب خلال أسابيع.

    وقالت الصحيفة، إن فرقة كاملة من جيش الاحتلال، تم تحييدها بالكامل، على مدار شهر ونصف في منطقة قتال، وتحول الجنود إلى سباكين، في مشروعه ليس لدى الجيش أي فكرة عما إذا كان له جدوى، أو يعرف كيف يعمل وما يحدث داخل الأنفاق أو للمقاتلين بداخلها، وحتى ما إذا كان هناك أسرى.

    ولفتت إلى أنه حتى اللحظة، لم يتضح للجيش، حجم الأضرار التي وقعت في الأنفاق، وهم فقط “لا يعرفون أي شيء”.

    Latest articles

    spot_imgspot_img

    Related articles

    spot_imgspot_img