عقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة جلسة طارئة، بمدينة نيويورك الأمريكية، للحديث عن الوضع في الشرق الأوسط، لا سيما تفاقم الوضع الإنساني المأزوم في قطاع غزة وانهيار المنظومة الطبية والبنية التحتية كلها.
واستمع المجلس لشهادة، مديرة منظمة إنقاذ الطفولة الدولية، لويزا باكسترالتي، التي قالت إن أطفال غزة تحملوا، على مدى 320 يوما، القصف المتواصل، والموت والتشريد والحصار وهو الذي لا يستطيع طفل في العالم تحمله.
وأشارت “لويزا” إلى خطورة تفشي شلل الأطفال في القطاع المحاصر، لافتة إلى أن الحالة الأولى المؤكدة، هي لطفل يبلغ عمره عشرة أشهر في دير البلح، ووصفت المشهد الحالي بأنه “مأساة فردية”، مع احتمال حدوث كارثة أكبر تلوح في الأفق.
وحذرت من أنه إذا لم يتم اتخاذ إجراءات وقائية على الفور، “فإن تفشي شلل الأطفال لن يكون كارثة بالنسبة لأطفال غزة فحسب، بل قد يؤدي أيضًا إلى تراجع كبير في جهود القضاء عليه على مستوى العالم”.
وقالت إن “شلل الأطفال في أي مكان هو تهديد للأطفال في كل مكان، وفي هذا الوقت ينتشر شلل الأطفال في غزة، ولن ينتظر أمام بوابات التفتيش في معبر كرم أبو سالم أو مكتب الجمارك في مطار بن غوريون”.
من جانبها، قالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، إن حملة التطعيم ضد فايروس شلل الأطفال، التي اطلقتها الأمم المتحدة في في القطاع لن تكون مجدية في ظل عدم توفر بيئة صحية سليمة.
وأكدت وزارة الصحة، في بيان لها، اليوم الجمعة، أنه “مع عدم توفر المياه الصحية، ومستلزمات النظافة الشخصية وانتشار مياه الصرف الصحي بين خيام النازحين، لن تكون حملة التطعيم مجدية وتحقق أهدافها”.
ودعت الوزارة إلى ضرورة قيام الجهات الدولية المعنية بالضغط على الاحتلال لوقف إطلاق النار في هدنة إنسانية لإنجاح حملة التطعيم.
وطالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو، غوتيريش، في وقت سابق من هذا الشهر، بـ”هدنة فورية” لتسهيل حملة تطعيم كبرى لمكافحة شلل الأطفال في قطاع غزة، وعلى الفور أعلنت حركة حماس دعمها المقترح الأممي.
في الأثناء، أعلنت وزارة الصحة في غزة تسجل أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس شلل الأطفال في القطاع، وذلك في مدينة دير البلح لطفل يبلغ من العمر 10 شهور لم يتلق أي جرعة تحصين ضد شلل الأطفال.
وقال غوتيريش إن الأمم المتحدة “تخطط لإطلاق حملة حيوية للتطعيم ضد شلل الأطفال، تستهدف أكثر من 640 ألف طفل دون سن العاشرة”.