لا يكاد يمر يوم في لبنان من دون تسجيل حوادث سير مميتة في بلد تتراجع مقوماته الاقتصادية والاجتماعية، بحيث تجتمع عوامل عدّة لتتحول إلى مأساة تحصد عدداً كبيراً من القتلى، معظمهم من الشباب. وفي فصل الشتاء تعتبر القيادة من الأمور التي تتطلب دراية واسعة، ومهارة كبيرة بخاصة في الطقس العاصف وما يحمله عادة من مطر غزير، ضباب كثيف، سيول جارفة، رياح عاتية، ثلوج متراكمة، حرارة متدنية، وطرق زلقة، لتتسبب هذه المشكلة بعبء ثقيل على كل من السائق والمركبة. فإذا أخفق السائق، جهلا أو إهمالا، باتخاذ الإجراءات الإحترازية المناسبة ولم يتصرف بشكل صحيح في الوقت الصحيح، فإن حياته تصبح في خطر.
ومن الأسباب الرئيسة لحوادث السير في الشتاء، هي حالة الطّرق السّيّئة مع انعدام الانارة وكثرة الحفر، أي البنية التحتيّة السّيّئة. وبحسب تقرير نشر أخيرا، احتل لبنان المرتبة الأولى عن فئة الدول الأخطر للقيادة فيه، ولا عجب أنّنا من بين الدّول التي تتصدّر الاحصاءات في عدد ضحايا حوادث السّير، اذ تكفي متابعة غرفة التحكم المروري التي تحصي يوميّاً أرقام الضّحايا والجرحى. ففي العام 2023 بلغ عدد ضحايا حوادث السّير في لبنان، 439 ضحيّة مقابل 359 ضحيّة في العام 2022، و419 ضحيّة في العام 2021، أي بزيادة نسبتها 22.3 في المئة.
إجراءات وقائية أثناء القيادة
تشير جمعية “اليازا” الى ان “الأمطار الغزيرة تؤدي إلى إرباك السائقين بسبب تدني الرؤية وصعوبة السيطرة على المركبة، خصوصا مع بداية هطول المطر الذي يسبب انحلال الشحوم والزيوت والأتربة المترسبة على الطريق فتجعلها زلقة جدا. كما أن بعض أجزاء الطريق الواقعة في الظل وتحت الجسور وداخل الأنفاق، بسبب برودتها، تشكل بقعا رطبة أو تجمعات مائية لا تجف بسرعة، وعندما تتدنى درجات الحرارة كثيرا أثناء الليل وفي ساعات الصباح الأولى، يتشكل الجليد الخطر مما يستدعي انتباه السائق ومهارته في التصرف.
اما الإجراءات الوقائية أثناء القيادة في طقس عاصف، فهي:
التخفيف إلى سرعة مناسبة وترك مسافة أمان كافية في الأمام وتخفيف السرعة على التجمعات المائية تفاديا لشرود المركبة وأذية الآخرين”.
وتضيف: “عند هبوب الرياح القوية، يجب الانتباه للدراجين الذين قد تؤرجحهم الرياح، كما يمكن أن تشكل الرياح الشديدة خطرا كبيرا على السيارات الخفيفة عند تلاقيها مع الحافلات والشاحنات المسرعة أو تجاوزها لها حيث تجنح السيارة عن مسارها.
وعند حدوث الإنزلاق فجأة يجب: المحافظة على رباطة الجأش، رفع القدم عن دواسة الوقود، عدم الفرملة، وإدارة المقود عكس اتجاه الإنزلاق”.
وتابعت: ” ضرورة استعمال الأنتيجل مع مياه الرادياتور على مدار السنة.
التأكد المستمر، وبخاصة في فصل الشتاء، من صلاحية مسّاحات الزجاج الأمامي، والخلفي إن وجدت، ومن حسن أداء جهاز بخ المياه.
ترك النوافذ مفتوحة قليلا تلافيا لتشكل غشاوة ضبابية على الزجاج من الداخل أو استخدام جهاز التدفئة، وتشغيل الجهاز الخاص بإزالة غشاوة الزجاج الخلفي.
لتأكد من سلامة الإطارات والأنوار والفرامل والبطارية والدينامو والبوجيات، وتغيير الأحزمة التي تصدر صريرا عند التشغيل أو أثناء السير.
التأكد من خلو العادم (الإشابمون) من أية ثقوب قد تؤدي إلى تسرب غاز أول أوكسيد الكربون(co) المميت إلى حجرة القيادة”.
مع “أوّل شتوة” من كل عام، السيارات تغرق، المنازل تتضرر، والشوارع تصبح غير صالحة للاستخدام، والمطلوب من المواطن اللبناني اليوم، حماية نفسه بنفسه من خلال برامج يجب أن يتعلمها من ضمنها برنامج القيادة والاحترازية.