غادرت وفود كثيرة القاعة الرئيسية في الأمم المتحدة، لحظة صعود رئيس وزراء حكومة الاحتلال الصهيوني، بنيامين نتنياهو، لإلقاء كلمته في الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وشهدت قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة هتافات احتجاجية لحظة دخول “نتنياهو”، ومغادرة عدد كبير من الوفود.
وقال “نتنياهو” في بداية كلمته، للخارجين من القاعة: “نحن لسنا بحاجة لكم.. إسرائيل تقاتل بشراسة دون أي دعم منكم، معكم أو بدونكم نحن المنتصرون”.
وأضاف أن “هذه التصرفات التي تعمل على عزل إسرائيل تشكل وصمة أخلاقية في حق الأمم المتحدة”.
واستطرد قائلاً إن “معظم المتظاهرين ضدي خارج مبنى الأمم المتحدة قد يكونون ممولين من إيران”.
وسعى “نتنياهو” في كلمته إلى إلقاء مسؤولية الصراع في المنطقة على إيران، التي اعتبرها العدو اللدود لكيان الاحتلال، قائلا إن “إسرائيل تدافع عن نفسها في مواجهة طهران على سبع جبهات”.
ودعا مجلس الأمن لإعادة فرض العقوبات على إيران لضمان عدم امتلاكها أسلحة نووية.
وشدد على أن دولة الاحتلال ستبذل كل ما في وسعها لضمان عدم امتلاك إيران أسلحة نووية”.
وأدلى رئيس وزراء حكومة الاحتلال بتعليقاته في وقت يواصل فيه الاحتلال قصف للجنوب اللبناني، وارتكاب المزيد من المجازر في غزة التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من النساء والأطفال، وسط مخاوف من تحول الهجمات إلى حرب إقليمية شاملة.
وختم “نتنياهو” بالقول “إنني لم أكن أنوي المجيء إلى هنا هذا العام فإسرائيل في حالة حرب وتقاتل من أجل البقاء. ولكن قررت الحضور إلى الأمم المتحدة لتصحيح الأمور”.
وفي ذات السياق، وقبيل وقت قليل من توجه “نتنياهو” إلى مقر الأمم المتحدة، نفذت شرطة نيويورك اعتقالات بحق أكثر من عشرين متظاهرا، تجمعوا أمام مقر إقامة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتيناهو في نيويورك، قبيل إلقائه كلمة في الأمم المتحدة.
ورفع المتظاهرون قبل اعتقالهم لافتات، تطالب بمحاكمة نتنياهو باعتباره مجرم حرب، بفعل ما قام بارتكابه من مجازر بحق الفلسطينيين في غزة.
واعتقلت الشرطة الأمريكية 25 متظاهرا، بعد أن أغلقوا الطريق المقرر أن يسلكه موكب نتنياهو في طريقه إلى الأمم المتحدة.
وقالت منظمة الصوت اليهودي من أجل السلام، التي شاركت في تنظيم الاحتجاج؛ إن شرطة نيويورك اعتقلت 25 شخصا، بينهم الممثل روان بلانشارد، خارج مقر الأمم المتحدة، وسط مانهاتن.
وبدعم أمريكي مطلق يشن الاحتلال منذ 7 أكتوبر/تشرين أول الماضي، حربا مدمرة في غزة خلفت أكثر من 137 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.