أكد مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله، محمد عفيف، اليوم الجمعة، أنه ثمّة وسائل إعلام محلية تنشر أخبار العدو الصهيوني “في إطار الحرب النفسية ضد المقاومة وشعبها وحلفائها”.
وأوضح، في مؤتمر صحافي، أنّ “الحكومة اللبنانية لا تتحرك إزاء الوسائل الإعلامية التي تنقل أخبار العدو من دون تدقيق”، لافتاً إلى أنّ “الذرائع الإسرائيلية الواهية بوجود مخازن أسلحة لم تعد تنطلي على أحد”.
وسلّط الضوء على حديث يدور على بعض شاشات التلفزة المحلية وفي كواليس السياسة عن استعجال النتائج السياسية للمعركة، مؤكدةً أنّ “المعركة ما زالت في بدايتها الأولى، ومن المبكر الحديث عن الاستثمار السياسي، مذكراً البعض بأنّ الاحتلال يعمل لمصالحه وحدها”.
وقال إنّ “تصريحات رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، والرئيس الفرنسي، إيمانيول ماكرون، ومسؤولين أميركيين لاقاها بعض السياسيين في الداخل وطفت على السطح عبارات مقززة”.
بينما حدّد عفيف أنّ “أي جهد سياسي داخلي أو خارجي مشكور ما دام متوافقاً مع رؤيتنا للمعركة”، مؤكداً أنّ “أولويتنا المطلقة الآن هي إلحاق الهزيمة بالعدو وإجباره على وقف العدوان بالقوة”.
وبشأن إمعان الاحتلال في عدوانه على لبنان، أشار عفيف إلى أنّه “يمنع عمليات إنقاذ المحتجزين تحت الركام، وخصوصاً في المريجة في الضاحية بتواطؤ وضغط أميركي تقوده السفيرة الأميركية”.
وتابع أنّ العدوان على بيروت ما هو إلا “استكمال لجرائم الاحتلال المدانة في سائر أنحاء الوطن”.
وتطرق إلى العدوان على قوات الأمم المتحدة في الجنوب، معتبراً أنّه “عمل مدان”، ومتسائلاً عن “تصرف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي أمام التصرف الخطير”.
على صعيد المقاومة وقدراتها، أكد عفيف أنها “بخير وتدير حقل رمايتها وتوقيت صلياتها بما يتناسب مع قراءتها للميدان وظروفه الموضوعية، ومخزونها الاستراتيجي بخير”.
وأعلن عفيف أنّ “ضرب تل أبيب ليس إلا البداية وما جرى في الأيام الأخيرة يؤكد أننا ما زلنا في البداية”، متوجهاً إلى الاحتلال “لم ترَ بعد إلا القليل”.
وبشأن التوغل البري الصهيوني عند الحدود، شدّد عفيف على أننا “لسنا في العام 1982 عندما وصلت الدبابات الإسرائيلية إلى بيروت وغيرت المعادلات السياسية، ومزقت النسيج الاجتماعي اللبناني”.
وتابع: “نحن كأننا في الأيام الأولى من حرب تموز عندما استعجل القوم إياهم بإطلاق الأحكام النهائية عن هزيمة حزب الله قبل أن يتبين لهم خطأ ما ذهبوا إليه، ويعودوا مجدداً إلى رشدهم مع نهاية الحرب، ويخرج منها حزب الله منتصراً”.
ولفت عفيف إلى أنّ قوات “جيش” الاحتلال، ومن بينها النخبة، لا تتقدم براً إلا في حالات محددة، ولا تزال دبابات الاحتلال تتموضع في الخلف ولا تجرؤ على التقدّم، مُطمئناً من القلق أو الضعف عند مشاهدة قوات الاحتلال داخل القرى الجنوبية.
وأضاف أنّ “جيش” الاحتلال عاجز عن التقدم على الرغم من استقدامه قوات وألوية إضافية، وتخفي رقابة صهيونية متشددة خسائره بعد القصف القوي والناجح للمقاومة في العمق.
وقال للبنانيين “لا تقلقوا من هذه المشاهد للعدو لأن المقاومة لديها قرار مسبق بالدفاع المرن المتوافق مع متطلبات الجبهة”، مؤكداً أن “مقاتلينا جاهزون للقتال الضروس دفاعاً عن لبنان ثأراً لدماء شهيدها الأغلى”.
وأشاد مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله بالإعلاميين اللبنانيين الصامدين في الجنوب الذين ينقلون جرائم العدو.
ومتوجهاً إلى الشعب اللبناني، قال عفيف “أنتم أمانة سيدنا وشهيدنا الأسمى وإننا عازمون على إصلاح وبذل أقصى ما نستطيع”، مضيفاً “المقاومة ليست إلا أنتم يا أهلنا وستعودون قريباً إلى الضاحية وبيوتكم في الجنوب والبقاع، وسنعيدها أجمل مما كانت”.