دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي، حيز التنفيذ، فجر اليوم الأربعاء، وبدأت قوافل النازحين العودة إلى قراهم ومدنهم في جنوب لبنان بعد فشل الاحتلال في احتلالها وإقامة منطقة أمنية إسرائيلية فيها.
وحسب “القناة 13” العبرية، فإن نص الاتفاق الكامل بين الاحتلال ولبنان لوقف إطلاق النار مؤلف من 13 نقطة أولها أن حزب الله وجميع الجماعات المسلحة الأخرى في الأراضي اللبنانية لن تنفذ أي عمل هجومي ضد الاحتلال، في المقابل، لن تنفذ “إسرائيل” أي عمل عسكري هجومي ضد أهداف في لبنان، سواء على الأرض أو في الجو أو في البحر.
وينص الاتفاق على أن تعترف “إسرائيل” ولبنان بأهمية قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، بما لا يلغي حق الطرفين “في الدفاع عن النفس”، وأن تكون قوات الأمن والجيش اللبناني الرسميين هي الجهات المسلحة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح أو تشغيل القوات في جنوب لبنان.
كما ينص على أن الاحتلال ولبنان سيقدمان تقارير عن أي انتهاكات محتملة لهذه الالتزامات إلى اللجنة وإلى قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، وسينشر لبنان قوات الأمن الرسمية وقوات الجيش على طول جميع الحدود ونقاط العبور والخط المحدد للمنطقة الجنوبية كما هو موضح في خطة الانتشار.
وأكد الاتفاق على أن تنسحب قوات الاحتلال من جنوب الخط الأزرق في فترة تصل إلى 60 يوما، وأن تعزز الولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة بين “إسرائيل” ولبنان للوصول إلى حدود برية معترف بها.
وأعلن جو بايدن مساء يوم الثلاثاء، أن إسرائيل ولبنان وافقا على وقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن الاتفاق سيدخل التنفيذ عند الساعة الرابعة فجرا بالتوقيت المحلي للبنان.
وقد بدأ القتال بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي، بعد أن أطلق الحزب صواريخ على المستوطنات الشمالية وأهداف إسرائيلية في 8 أكتوبر 2023 “دعما لغزة وإسنادا لمقاومتها”.
وتصاعد القتال بشكل كبير بعد أن اغتال الاحتلال عددا كبيرا من قياديي حزب الله، أبرزهم أمينه العام حسن نصر الله، وبدأت قوات الاحتلال توغلا بريا للبنان في أوائل أكتوبر 2024.
أهالي الجنوب يعودون
وفور دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، بدأت ورش الإصلاح والطوارئ اللبنانية بفتح الطرق وإزالة آثار القصف الإسرائيلي للضاحية الجنوبية في بيروت، كما بدأت أعمال رفع ركام الدمار في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وأعلنت وزارة الأشغال والنقل اللبنانية عن الشروع في تقييم حالة الجسور والمعابر الحدودية المتضررة وأنها تستعد لترميم طريق المصنع الحدودي المودي إلى سوريا.
ومع فجر اليوم الأربعاء، بدأ سكان بلدات وقرى جنوب لبنان ومثلهم من أهالي الضاحية الجنوبية لبيروت بالعودة إلى أماكن إقامتهم التي تركوها في الأشهر والأسابيع الماضية جراء الاشتباكات التي دارت بين “حزب الله” وجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وكانت الليلة الماضية صاخبة بالغارات الإسرائيلية، تبعها هدوء تام وترقب وكانت عودة المواطنين اللبنانيين إلى مدن الجنوب التي قصفت سابقا.