أطلعت سفيرة دولة فلسطين لدى فرنسا، هالة أبو حصيرة، مجلس أساقفة فرنسا، على الأوضاع الراهنة في فلسطين، وجرائم الاحتلال في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وحرب الإبادة الجماعية التي تطال الشعب الفلسطيني بكل مكوناته، مسلمين ومسيحيين، على حد سواء.
وقدمت السفيرة أبو حصيرة، خلال لقائها رئيس الأساقفة المونسنيور دي مولان بوفورت، ومجموعة من الأساقفة البارزين، عرضا مفصلا عن الانتهاكات التي يتعرض لها الفلسطينيون المسيحيون، بما في ذلك قتلهم وتدمير أماكن عبادتهم في غزة، إضافة للقيود المفروضة على حرية أداء شعائرهم وصلواتهم في الضفة الغربية، خاصة في القدس المحتلة.
وأكدت أن هذه الانتهاكات تأتي ضمن سياسة ممنهجة تتحدى وتنتهك القانون الدولي، وتهدف إلى تقييد الحريات الدينية وتفريغ فلسطين من مكوناتها الثقافية والدينية المتعددة.
وشددت السفيرة أبو حصيرة على أن الصراع في فلسطين ليس صراعا دينيا، بل هو نضال مشروع لشعب أصيل يدافع عن أرضه ووجوده ضد الامتداد الاستيطاني الاستعماري الصهيوني.
وأكدت أن المحاولات الإسرائيلية لتصوير القضية على أنها خلاف ديني هي محاولة لتشتيت الانتباه عن حقيقة الاحتلال ومعاناة السكان الأصليين، الذين يعانون من القمع والتمييز العنصري.
وأشارت إلى التلاحم التاريخي والوطيد بين المسلمين والمسيحيين في فلسطين، الذين يقفون جنبا إلى جنب في مواجهة الاحتلال والانتهاكات المتكررة.
وأوضحت أن الشعب الفلسطيني، بمسلميه ومسيحييه، يشكل نموذجا فريدا للوحدة الوطنية والمجتمعية، إذ يتكاتف الجميع للحفاظ على الهوية الفلسطينية ومقدساتها، مؤكدة أن هذا التلاحم يشكل دعامة قوية في مقاومة محاولات الاحتلال لتفكيك النسيج الوطني الفلسطيني.
وفي هذا السياق، أبرزت السفيرة أبو حصيرة أهمية اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين، التي تتولى متابعة شؤون الكنائس وأماكن العبادة المسيحية، موضحة أن اللجنة تؤدي مهامها بتوجيهات مباشرة من الرئاسة الفلسطينية، بالتعاون مع المؤسسات الرسمية والمحلية، كما تعمل بفعالية على الصعيدين الإقليمي والدولي لضمان حماية حقوق المسيحيين الفلسطينيين ودور عبادتهم، وتعزيز حضورهم في وطنهم.
وأعربت عن أملها في أن يلعب مجلس الأساقفة الفرنسي دورا مؤثرا في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، مشيرة إلى أن الرسالة الإنسانية والدينية تتطلب الوقوف ضد الظلم والانتهاكات التي تهدد كرامة الإنسان وحقوقه الأساسية.
من جانبهم، أبدى الأساقفة تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، مؤكدين دعمهم للسلام العادل والشامل القائم على احترام حقوق الإنسان.