شبك من لم يُستشهد بالقصف، ظل يصارع الموت بردا، تعددت الأهوال والمآل كارثي، هذا هو حال آلاف النازحين في خيام متهالكة ومراكز إيواء لا تناسب الاستخدام الآدمي، جراء جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة.
فقد استقبل النازحون في قطاع غزة العام الجديد بقهر وحزن، في خيام غارقة بمياه الأمطار، ومع أطفال يتجمدون بردا، بعد قرابة 15 شهرا من الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال، وما ترتب عليها من كوارث إنسانية.
فالواقع الإنساني للنازحين مأساوي، وسط انعدام وسائل التدفئة، والمحروقات، والملابس، والأغطية، وغياب أي حلول دائمة لتحسين أوضاعهم المعيشية.
ولم يعد الشتاء فصلا عاديا يستعد له المواطنون، فحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال عليهم، جردّتهم من كافة وسائل الوقاية، وتركتهم يواجهون مصيرهم، تحت المنخفض الجوي القاسي، فخلال أسبوع استشهد 6 أطفال رضع، جراء البرد القارس.
خطر الفيضان بفعل التدمير
وقد زادت الأضرار الهائلة التي لحقت بشبكات الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار نتيجة الاستهدافات الإسرائيلية المتعمدة والممنهجة الأوضاع تعقيدا، فالاحتلال دمر نحو 175 ألف متر طولي من شبكات الصرف الصحي، و15 ألف متر طولي من شبكات الأمطار، مع استمرار الحصار المطبق على القطاع، ووقف إمدادات الوقود والكهرباء، حسب وكالة الأناضول.
وتسبب ذلك بفيضان مياه الصرف الصحي والأمطار في عشرات المنازل ومراكز الإيواء، في ظل محدودية إمكانيات البلدية، وعجزها عن التعامل مع جميع الحالات، بسبب نقص المعدات والمواد الأساسية، ورفض الاحتلال إدخال المعدات والآليات المطلوبة للتعامل مع الكارثة.
وهناك تحذيرات من خطر فيضان بركة الشيخ رضوان لتجميع مياه الأمطار شمال مدينة غزة، ما قد يشكل كارثة إنسانية إضافية.
ومساء الثلاثاء الماضي، انحسر منخفض جوي وصل الأراضي الفلسطينية مساء الأحد، مصحوبا بأمطار غزيرة، وكتلة هوائية باردة.
فيما استمرت الأجواء الباردة إلى شديدة البرودة، وسط اجتهاد النازحين في غزة لإعادة ترميم خيامهم التي أغرقتها مياه الأمطار، وإيجاد حلول بدائية مؤقتة للتخفيف من معاناتهم.
وارتفع عدد الشهداء من النازحين داخل الخيام إلى 7 بينهم 6 أطفال، بسبب موجات الصقيع، وسط تحذيرات أممية من زيادة عدد الشهداء لذات السبب، ولنقص المأوى في ظل تواصل القصف.
يذكر أن البرد القارس فاقم معاناة النازحين في قطاع غزة، خاصة في مواصي مدينتي رفح وخان يونس، حيث يتعذر عليهم شراء المستلزمات الأساسية بسبب انعدام المال، بعدما فقدوا مصادر رزقهم منذ بدء عدوان الاحتلال.