قال أطباء أميركيون، عملوا في مناطق ومستشفيات مختلفة بقطاع غزة، إن الدمار الذي خلفته دولة الاحتلال خلال عدوانها على القطاع والذي دام 15 شهراً، لم يروا مثله في مناطق صراع أخرى مطلقاً.
جاء ذلك في حديثهم للصحفيين بالأمم المتحدة، بعد اجتماعهم مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش،
وعلى مدار أكثر من 15 شهرا من الإبادة التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني بغزة، لم يسلم القطاع الصحي من دائرة الاستهداف المباشر، إلى جانب تبعات الحصار الذي تفرضه، ما أضاف عبئا هائلا على كاهل الفلسطينيين.
وقتلت دولة الاحتلال عددا كبيرا من الكوادر الطبية باستهداف المنشآت الصحية، واعتقلت آخرين، ما أدى إلى نقص حاد في الطواقم الطبية داخل القطاع، ومنعت القيود الصهيونية دخول فرق طبية دولية للمساهمة في تخفيف العبء، ما جعل النظام الصحي في غزة يواجه شبح الانهيار الكامل.
وقال الطبيب ثائر أحمد الفلسطيني الأصل الذي يعمل في شيكاغوـ أنه خدم في “مستشفى ناصر” جنوب قطاع غزة في يناير/كانون الثاني 2024، إن قتل العاملين في المجال الصحي أصبح أمرا “طبيعيا” بالنسبة للجيش الصهيوني.
وأكد الطبيب الأمريكي على أن الطبيب الفلسطيني مدير مستشفى كمال عدوان، حسام أبو صفية، المعتقل لدى الاحتلال خسر كل شيء، ودفن ابنه بيديه، لكنه رغم ذلك لم يتخل عن واجبه الإنساني حتى آخر لحظة، وشدد على ضرورة الإفراج الفوري عن الدكتور أبو صفية من سجون الاحتلال.
وأشار الطبيب “أحمد” إلى أن غياب الدبابات أو القوات الصهيونية عن غزة لا يعني عدم موت مزيد من الناس، محذرا من أن العديد من الناس سيموتون إن لم تتوفر الإمدادات الطبية اللازمة.
وأضاف أنه كان من المقرر بناء آلية للإجلاء الطبي في إطار اتفاق وقف إطلاق النار بين “حماس” الاحتلال، لكن هذه العملية لم تتم.
من جانبها، قالت عائشة خان، الطبيبة بمستشفى جامعة ستانفورد الأمريكي، إنها خدمت في حوالي 30 منطقة حول العالم، وما رأته في غزة لم يسبق له مثيل، وأشارت خان إلى أن أطفالا تتراوح أعمارهم من 5 إلى 6 سنوات كانوا يأتون إلى المستشفى مصابين بطلقات نارية وإصابات ناجمة عن المتفجرات.
وحذرت الطبيبة “خان”، من أن الأطفال قد يموتون من الجوع حتى لو لم تسقط أي قنابل على غزة، وقالت: “هناك حاجة ملحة لإجلاء 2500 طفل وإلا فإنهم سيموتون خلال أسابيع قليلة ولا يوجد نظام لتنفيذ إجلائهم”.
أما الطبيبة فيروزة سيدوا، فقالت إنها “لم تر مكانا مثل غزة في حياتها، ما حدث كان أمرا فظيعا”، مبينة أن النظام الصحي كان مستهدفا بصورة مباشرة وأن كل مستشفى بالقطاع تعرض للهجوم، وذكرت “سيدوا”، أنه كان هناك 250 مريضا في المستشفى الأوروبي خلال فترة وجودها هناك، نصفهم من الأطفال.
ولفتت إلى أن واحدا من كل 20 عاملا في مجال الرعاية الصحية في غزة قتله الاحتلال.
وأما الطبيبة محمودة سيد، فقالت إن غوتيريش تعهد بالتركيز على وضع الطبيب الفلسطيني أبو صفية وتسهيل عمليات الإجلاء الطبي، وأوضحت أنها حاولت علاج الأطفال الذين أصيبوا برصاصة في الرأس دون أي إمدادات طبية تقريبا.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 دمر الاحتلال الصهيوني 34 مستشفى من أصل 38، منها حكومية وأهلية، تارك 4 مستشفيات فقط تعمل بقدرة محدودة رغم تضررها، وسط نقص حاد بالأدوية والمعدات الطبية، بحسب آخر إحصائية للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
وأخرجت الغارات االصهيونية 80 مركزا صحيا عن الخدمة بشكل كامل، إلى جانب تدمير 162 مؤسسة طبية أخرى، وتعرضت الكوادر الطبية في غزة لاستهداف مباشر، إذ وثق المكتب الإعلامي الحكومي “استشهاد 331 من العاملين في القطاع الصحي، بينهم ثلاثة أعدموا داخل سجون الاحتلال”.