أعلنت المحاكم الفرنسية، الثلاثاء، أنّ محاكمة الاستئناف في القضية المثيرة المعروفة باسم “اغتصابات مازان”، والتي أصبحت ضحيتها جيزيل بيليكو أيقونة نسوية، ستُعقد في الفترة من 6 تشرين الأول/أكتوبر إلى 21 تشرين الثاني/نوفمبر، مع وجود 13 متّهماً في قفص الاتهام.
وقد أحدثت المحاكمة في مرحلتها الابتدائية صدمة حقيقية في فرنسا والخارج، وأصبحت رمزاً لقضايا العنف الجنسي والتمييز على أساس الجنس، وعلى نطاق أوسع للعلاقات بين الرجال والنساء.
وقال رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا بايرو إنّ نضال جيزيل بيليكو “يُلزمنا جميعاً ويجب أن يستمر”. كذلك، كتب رئيس الحكومة الإسباني بيدرو سانشيز والمستشار الألماني أولاف شولتس عبر منصة “إكس”: “شكراً جيزيل”.
من بين 51 رجلاً، صدرت عليهم أحكام في كانون الأول/ديسمبر في أفينيون بجنوب فرنسا، سيمثُل 13 رجلاً على الأكثر أمام هيئة محلفين هذه المرة، في محكمة الجنايات بمنطقة غار لمحاولة الحصول على تخفيف أحكامهم.
ولكن لن يكون من بين هؤلاء “الرأس المدبر” لجرائم الاغتصاب التي استمرت عقداً ضد جيزيل بيليكو، أي زوجها السابق دومينيك الذي حكمت عليه المحكمة الجنائية في منطقة فوكلوز الفرنسية بالسجن الجنائي لمدة 20 عاماً، مع عدم إمكان تخفيف العقوبة خلال ثلثي فترة العقوبة (حوالى 14 عاماً).
ويُفترض استدعاء الرجل السبعيني، الذي كان يخدّر زوجته ليغتصبها آخرون، للإدلاء بشهادته في المحكمة، ولكن كشاهد فقط، خلال هذه المرحلة القانونية الجديدة المقررة بين 6 تشرين الأول/ أكتوبر و21 تشرين الثاني/ نوفمبر، أمام محكمة جنايات نيم.
وقالت محاميته بياتريس زافارو لوكالة “فرانس برس”: “علمنا مع دومينيك بيليكو بمواعيد جلسة الاستئناف. موكلي تحت تصرف قضاة الاستئناف لتكرار ما أكده دائماً، وهو أن كل واحد من المتهمين كان يعلم بعرض الاغتصاب الذي كان يقدّمه، تحت تأثير المهدئات من السيدة بيليكو”.
وهو نفسه لم يستأنف الحكم لأنه “يرفض” إخضاع “جيزيل لمحنة جديدة، ومواجهات جديدة”. بالنسبة لدومينيك بيليكو، البالغ 72 عاماً، فإنّ جيزيل “بيليكو ليست خصمه ولم تكن كذلك أبدا”، كما أوضحت المحامية سابقاً.
خيار معاكس اتخذه في البداية 17 من بين 50 من المتهمين معه، وهم رجال جندهم عبر الإنترنت ليأتوا ويغتصبوا زوجته بعد تخديرها باستخدام مضادات للقلق، في منزلهما في مازان (فوكلوز) بين عامي 2011 و2020.
تمّت إدانة معظم المتهمين الخمسين الذين تتراوح أعمارهم بين 27 و74 عاماً، باغتصاب جيزيل بيليكو، وحُكم عليهم بالسجن لفترات تتراوح بين ثلاث سنوات، بينها اثنتان مع وقف التنفيذ، لمتقاعد حوكم بتهمة الاعتداء الجنسي، إلى 15 عاما في السجن لرجل اغتصب بيليكو ست مرات ومن المفترض أن تكون الأخيرة التي رفضت أن تُعقد المحاكمة الأولى خلف أبواب مغلقة حتى “ينتقل العار من جهة إلى أخرى” ولا تُوصم به ضحايا الاغتصاب، حاضرة أيضا في هذه المحاكمة الجديدة.
وقال أنطوان كامو، أحد محاميها، لوكالة فرانس برس، إن موكلته السبعينية “لا تخشى” محاكمة جديدة. وأكد أنها “تعتزم التواجد هناك وهي تستعد لمواجهة هذه المحاكمة الجديدة بالعزيمة والشجاعة نفسيهما”.