في تطوّر مقلق يسلّط الضوء على المخاطر البيئية المتزايدة، حذّرت وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” من تسارع معدّلات الانزلاقات الأرضية في شبه جزيرة بالوس فيرديس بولاية كاليفورنيا. فقد كشفت تحليلات حديثة أجراها مختبر الدفع النفاث (JPL) التابع لناسا أن الأراضي تنزلق باتجاه المحيط الهادئ بمعدّل 4 بوصات (10 سنتيمترات) في الأسبوع، وهو معدّل يُنذر بالخطر ويهدّد الأرواح والبنية التحتية في المنطقة.
حركة الانزلاقات الأرضية وتحليل ناسا عالي التقنية
استخدم مختبر الدفع النفاث التابع لناسا (JPL) في جنوبي كاليفورنيا الرادار الجويّ لتتبّع الانزلاقات الأرضية بطيئة الحركة في شبه جزيرة بالوس فيرديس، في مقاطعة لوس أنجلوس، فوجدت تحليلاتهم أنه بين شهري أيلول/ سبتمبر، وتشرين الأول/ أكتوبر 2024، انزلقت الأراضي في المنطقة السكنية نحو المحيط بمعدّل يصل إلى 4 بوصات (10 سنتيمترات) في الأسبوع، وفق التقرير الذي نشرته مجلة https://scitechdaily.com/ العلمية.
تقع شبه جزيرة بالوس فيرديس فوق مجموعة قديمة من الانزلاقات الأرضية، التي كانت تتحرّك لمدّة لا تقلّ عن 60 عاماً. وقد أثّر هذا التحرّك على مئات المباني في المنطقة. وزاد معدل الحركة في السنوات الأخيرة حيث توسّعت منطقة الانزلاق النشطة بعد هطل كميّة أمطار قياسية في عام 2023، وانطلاق عواصف شديدة في أوائل عام 2024.
الرادار المتطور يلتقط سرعات الانزلاقات الأرضية
استخدم فريق التصوير والتحليل السريع المتقدّم (ARIA) بيانات من أربع رحلات لطائرة ناسا بدون طيار ذات رادار فتحة اصطناعية (UAVSAR)، جرت بين 18 سبتمبر و17 أكتوبر. تمّ تثبيت أداة الـ UAVSAR على طائرة Gulfstream III، التي أقلعت من مركز أرمسترونغ لأبحاث الطيران التابع لناسا في مدينة إدواردز (كاليفورنيا)، وكانت الرحلات الأربع مخططة لتقدير سرعة واتجاه الانزلاقات الأرضية في ثلاثة أبعاد.
![](https://alkhabar.news/wp-content/uploads/2025/02/IMG_2630.jpeg)
في الصورة أعلاه، تشير الألوان إلى مدى سرعة أجزاء من مجموعة الانزلاقات الأرضية في أواخر سبتمبر وأكتوبر، حيث تشير أعمق درجات اللون الأحمر إلى أعلى السرعات. تمثل الأسهم اتجاه الحركة الأفقية، وتمثل الخطوط البيضاء الصلبة حدود منطقة الانزلاق النشطة، وفق ما حدّدها المسح الجيولوجي في كاليفورنيا في عام 2007.
الخطر المتزايد على الأرواح والبنية التحتية
قال ألكسندر هاندويرجر، وهو عالم الانزلاقات الأرضية في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا (JPL)، الذي أجرى التحليل: “نرى في الواقع أن مساحة الأراضي التي تعاني من تأثيرات كبيرة قد توسّعت، وأن سرعة هذه التأثيرات أكثر من كافية لتعريض حياة الإنسان والبنية التحتية للخطر”.
كانت المعلومات المستخلصة من رحلات UAVSAR جزءاً من مجموعة تحليلات قام بها فريق ARIA، الذي استخدم أيضاً بيانات من أقمار وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) Copernicus Sentinel-1A/B. وتسلّم مسؤولو كاليفورنيا التحليلات لدعم استجابة الولاية للانزلاقات الأرضية وتوفيرها للجميع عبر بوابة ناسا لرسم خرائط الكوارث.
تسلّط نتائج تحليلات “ناسا” الضوء على الحاجة الملحّة لاتخاذ تدابير وقائية عاجلة لمواجهة المخاطر البيئية المتزايدة في شبه جزيرة بالوس فيرديس. فمع استمرار تسارع الانزلاقات الأرضية، وتوسع نطاق تأثيرها، تصبح حماية الأرواح والبنية التحتية أولوية قصوى تتطلب تنسيقاً فعّالاً بين الجهات المعنية على المستويين المحلّي والفدرالي. ويوفر الاعتماد على التكنولوجيا المتقدّمة في الرصد والتحليل أدوات قوية لرسم سياسات استباقية، إلا أنّ الاستجابة الفعّالة تبقى رهناً بقدرة المجتمع على التفاعل السريع مع هذه التحديات البيئية المتفاقمة.