أعلن الجيش السوداني الأحد فك الحصار الذي فرضته قوات الدعم السريع على عاصمة ولاية شمال كردفان الاستراتيجية في جنوب البلاد منذ بدء الحرب في نيسان/أبريل 2023.
وقال المتحدث باسم الجيش نبيل عبد الله في بيان “تمكنت قواتنا من فتح الطريق إلى الأُبيّض والالتحام” مع الجنود المنتشرين في شرق المدينة.
تشكل مدينة الأبيّض مركزا لوجستيا استراتيجيا، إذ تقع عند مفترق طرق يربط العاصمة الخرطوم بإقليم دارفور في غرب البلاد الذي تسيطر قوات الدعم السريع على معظم مناطقه.
وأكد مصدر عسكري لوكالة فرانس برس طالبا عدم ذكر اسمه أن “هذه عملية مهمة للغاية”.
وأضاف أن “الأهمية الاستراتيجية لمدينة الأبيّض خاصة مطارها وموقعها الذي يربط غرب السودان بوسطه وجنوبه يجعل عملية اليوم واحدا من أهم الإنجازات العسكرية”.
ووصف وزير المالية السوداني في الحكومة الموالية للجيش جبريل إبراهيم كسر الحصار بأنه نقطة تحول في النزاع.
وقال إبراهيم في منشور على فيسبوك إن “انتصار اليوم الاستراتيجي يمثل نقلة نوعية في مشوار النصر الأكبر وخطوة جبارة نحو فك الحصار” عن الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور التي تحاصرها قوات الدعم السريع منذ أيار/مايو.
وأضاف أن إعادة فتح الطرق ستتيح إيصال المواد الغذائية والأدوية الأساسية إلى ولايات كردفان الثلاث التي انقطعت بسبب “جرائم النهب التي ترتكبها عصابات المليشيا على طول الطريق”، في إشارة إلى قوات الدعم السريع.
وأفاد شهود عيان وكالة فرانس برس بأن آلاف السكان خرجوا إلى شوارع الأبيّض للاحتفال بوصول الجيش.
وقال أحمد حسين وهو تاجر يبلغ 53 عاما إن “رفع الحصار يعيد الحياة إلى المدينة التي عانت على مدى عام ونصف عام من نقص في السلع والأدوية”.
أسفرت الحرب المستمرة منذ نحو عامين بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون سوداني داخل البلاد وخارجها وتسببت في أسوأ أزمة جوع في العالم.
وأعلنت المجاعة في ثلاثة مخيمات للنازحين في إقليم دارفور وأجزاء من جبال النوبة (جنوب).
ومن المتوقع أن تنتشر المجاعة في خمس مناطق أخرى بحلول أيار/مايو المقبل، بحسب تقييم مدعوم من الأمم المتحدة.“لن نقبل”
في السياق، أعلن وزير الخارجية السوداني علي يوسف الأحد أن حكومته الموالية للجيش “لن تقبل” أي اعتراف بحكومة موازية، وذلك خلال مؤتمر صحافي مع نظيره المصري بدر عبد العاطي في القاهرة.
وقال يوسف “لن نقبل أن تعترف أي دولة أخرى بما يسمى بحكومة موازية”، غداة توقيع قوات الدعم السريع وحلفاء عسكريين وسياسيين لها ميثاقاً لتشكيل حكومة منافسة في مناطق سيطرتهم في ظل النزاع المستمر مع الجيش منذ نيسان/أبريل 2023.
