على وقع التهديدات الأميركية المتزايدة ضد طهران، حذرت موسكو من العواقب الوخيمة التي قد تنجم عن استهداف البنية التحتية النووية الإيرانية. وقال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، في تصريحات له اليوم الثلاثاء، إن استهداف البنية التحتية النووية الإيرانية سيؤدي إلى “عواقب كارثية” على المنطقة بأسرها.
وفي مقابلة مع مجلة “الشؤون الدولية”، شدد ريابكوف على أن روسيا تعتبر التهديدات الأميركية باستخدام القوة ضد إيران “غير مناسبة”، معربًا عن إدانتها لهذه الأساليب. وأوضح ريابكوف قائلاً: “التهديدات تُسمع بالفعل، والإنذارات تُسمع أيضًا، ونعتبر هذه الأساليب غير مناسبة ونرفضها بشدة”. وأضاف أن هذه التهديدات تمثل “وسيلة لفرض الإرادة الأميركية على الجانب الإيراني”.
ويأتي هذا التصريح في وقت حساس حيث جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الأحد الماضي تهديده بضرب إيران إذا لم تقبل عرض إجراء محادثات بشأن برنامجها النووي. وكان ترامب قد بعث رسالة إلى القيادة الإيرانية في مطلع مارس الماضي، ممهلاً إياها شهرين لاتخاذ قرار.
من جانبها، ردت إيران على هذه التهديدات بشكل قاسي، حيث حذر المرشد الإيراني علي خامنئي أمس الاثنين من أن الولايات المتحدة ستتلقى “صفعة قوية” في حال اعتدت على بلاده. في حين أرسلت السلطات الإيرانية رسالة إلى مجلس الأمن في الأمم المتحدة، مشيرة إلى أن “التهديدات المتهورة تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي”.
وفي رد على عرض ترامب، رفضت إيران الأسبوع الماضي التفاوض المباشر مع الولايات المتحدة، لكنها أكدت في الوقت نفسه أنها لا تغلق باب المحادثات بشكل نهائي، مشيرة إلى أنها تفضل التفاوض غير المباشر عبر طرف ثالث.التهديدات المتبادلة بين واشنطن وطهران تستمر في التصاعد، مما يثير المخاوف من تصعيد عسكري في المنطقة قد تكون له تداعيات بعيدة المدى على الاستقرار الإقليمي والدولي.
