حذّرت غرفة العمليات الحكومية للتدخلات الطارئة في المحافظات الجنوبية من خطر توسّع المجاعة في قطاع غزة، نتيجة استمرار إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية للشهر الثاني على التوالي.
وقالت رئيسة غرفة العمليات، سماح حمد: “نحن أمام أزمة إنسانية غير مسبوقة، حيث يواجه أكثر من مليوني مواطن في غزة خطر الجوع ونقص المياه الصالحة للشرب”. وأكدت أن منظومة الغذاء في القطاع مهدّدة بالانهيار، بسبب سياسات الاحتلال من جهة، والصمت الدولي من جهة أخرى.
وأشارت حمد إلى أن الكوادر الميدانية، رغم قلّة الإمكانيات، يبذلون أقصى الجهود لخدمة الأهالي وتوفير ما تبقّى من الخيام والمواد الأساسية، التي شارفت على النفاد.
ودعت غرفة العمليات المجتمع الدولي والمنظمات الإغاثية الدولية إلى التحرّك العاجل لوقف العدوان وإنقاذ أبناء الشعب الفلسطيني في القطاع.
استهداف متعمّد للطواقم والمستشفيات
استنكرت غرفة العمليات الحكومية الحملة الشرسة التي تشنّها قوات الاحتلال على القطاع الصحي، مستهدفة الطواقم الطبية والمسعفين والدفاع المدني والمستشفيات، ما أدّى إلى خروج معظمها عن الخدمة تدريجيًا. وأكدت أن الاحتلال يستخدم قذائف متفجّرة غير مسبوقة، في انتهاك صارخ لأبسط قواعد الإنسانية والقانون الدولي.
تحذير من جشع التجّار
وأدانت غرفة العمليات الغلاء الفاحش في أسعار المواد الأساسية، نتيجة ممارسات بعض التجّار في قطاع غزة، معتبرة أن هذه الممارسات “لا تقلّ قساوة عن آلة الحرب الصهيونية بحق المدنيين الأبرياء”.
قطاع أنظمة المعلومات… دمار واسع وجهود للترميم
استضافت غرفة العمليات المهندس تامر برنسي، رئيس اتحاد شركات أنظمة المعلومات (PITA)، وأماني معدي، المدير العام للاتحاد، للحديث عن واقع القطاع بعد العدوان الأخير.
وقال برنسي إن قطاع أنظمة المعلومات يمرّ بمأساة غير مسبوقة، مشيرًا إلى أن المحافظات الجنوبية كانت تضمّ أكثر من 5000 مهندس متخصص، استُشهد عدد منهم، كما تم تدمير نحو 80% من الشبكات الخلوية وشبكات الفايبر.
وأضاف أن محاولات الترميم جارية لإعادة الخدمات، خاصة الإنترنت الضروري لاستئناف التعليم وحاضنات الأعمال.
وأشار إلى أن عمليات التعافي في هذا القطاع قد تكون الأسرع نسبيًا، وأنه تم البدء بتوفير مساحات عمل مشتركة مزوّدة بالإنترنت لخدمة الطلبة والعاملين.
ثلاثة مراكز إيواء جديدة للنازحين في طولكرم وجنين
وأكدت حمد أهمية تعميم تجربة مساحات العمل المشتركة في المحافظات الشمالية أيضًا، وأشارت إلى تكليف غرفة العمليات الحكومية من قبل مجلس الوزراء بمتابعة جهود الإغاثة الطارئة في الضفة الغربية، لدعم صمود المواطنين في وجه سياسة التهجير القسري.
وفي هذا السياق، أعلنت غرفة العمليات، خلال اجتماعٍ حضره وكيل وزارة الحكم المحلي رائد مقبل، ووكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان مكرم دراغمة، عن بدء العمل في إنشاء أول ثلاثة مراكز إيواء للنازحين في شمال الضفة، على أراضٍ حكومية. وسيُقام مركز واحد في محافظة طولكرم، ومركزان في محافظة جنين، وذلك بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، وبالتنسيق مع المحافظات والبلديات.
وستوفّر هذه المراكز الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء وصرف صحي، بالإضافة إلى مساحات عمل مشتركة مزوّدة بالإنترنت، لتمكين النازحين من الطلبة والعاملين من استئناف حياتهم الطبيعية قدر الإمكان.