خيّم القلق الاقتصادي على وول ستريت مع تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ما أدى إلى انخفاض حاد في الأسهم والدولار والنفط، مع تسييل الأصول الأميركية، ما يشير إلى اضطراب في النظام المالي. وبدأت أولى علامات تباطؤ التجارة العالمية بالظهور مع توقف الشركات حول العالم عن إصدار طلباتها.
وشهدت بورصة نيويورك للأوراق المالية في نيويورك، في ختام تعاملاتها الخميس، انخفاضاً حاداً مع هبوط أسهم وول ستريت. حيث فقد المؤشر الرئيسي، داو جونز الصناعي، حوالي 800 نقطة ليصل إلى 39807، بانخفاض قدره 1.97%، عقب انتعاش تاريخي يوم الأربعاء نتيجةً لنبأ “وقف الرسوم الجمركية” الذي أصدره الرئيس دونالد ترامب. كما انخفض مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 2.3%، وتراجع مؤشر داو جونز حوالي 700 نقطة (1.7%)، وانخفض مؤشر ناسداك بنسبة 2.7%. وعلى الرغم من صدور تقرير تضخم مشجع، تفاعلت السوق مع خبر وقف الرسوم الجمركية، ما تسبب في انخفاض المؤشرات.
ووفق بلومبيرغ، بعد يوم من أكبر موجة شراء أسهم منذ سنوات، عادت الأصول المرتبطة بالدورة الاقتصادية إلى الانخفاض، ولم تُقدم رسالة الرئيس دونالد ترامب المُهدئة بشأن محادثات التجارة أي راحة تُذكر. ويُسارع المستثمرون إلى استشراف تأثير التجميد الفعلي للتجارة الصينية على الشركات والنمو. وانخفض مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 3.5%، وهبط الدولار إلى أدنى مستوى له منذ أكتوبر/تشرين الأول. لم يُسهم بيع قوي لسندات الخزانة الأميركية لأجل 30 عاماً في تحفيز ارتفاع الأسعار، ولكنه أشار إلى إقبال على السندات وسط تقلبات حادة.
ويقول محللون إن تحول التفاؤل السائد في السوق إلى قلق رغم إشارات ترامب إلى قرب التوصل إلى اتفاق أولي بشأن الرسوم الجمركية، دون ذكر اسم الدولة. وتزايد القلق من أن تصعيد الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين سيُلحق ضرراً دائماً بالنمو العالمي بعد أن أعلن البيت الأبيض ارتفاع الرسوم الجمركية الأميركية على الصين إلى 145%.
وقال مايكل بيلي من “إف بي بي كابيتال بارتنرز”: “بدأ المستثمرون يستفيقون ويدركون أن “معركة الغذاء” بين الولايات المتحدة والصين ستزداد سوءاً على الأرجح قبل أن تتحسن”. وأضاف: “نعي أن فرض تعرفة جمركية أساسية بنسبة 10% سيكون له أثرٌ مؤلم، وأن 90 يوماً قد تمر سريعاً، ثم يعود ألم الرسوم الجمركية المرتفعة، والصين ترد بقوة”.