دخل ملف انتخابات بلدية بيروت مراحله النهائية، وسط سعي لإيجاد حلول تحفظ مبدأ المناصفة بين المسلمين والمسيحيين. وفي هذا الإطار، برز مشروع القانون الذي أعدّه محافظ بيروت السابق القاضي زياد شبيب، والذي يبدو أن الحكومة تتّجه إلى تبنّيه، في ظل موافقة واسعة من مختلف القوى السياسية.
ينصّ المشروع على اعتبار بيروت دائرة انتخابية واحدة، ويؤكد على مبدأ المناصفة داخل مجلس بلدية بيروت، استنادًا إلى التمثيل المعتمد حالياً. كما ينصّ على اعتماد اللائحة المقفلة التي يجب أن تضم 12 مرشحاً مسلماً و12 مسيحياً، التزاماً بالمناصفة، ولتفادي تشكيل لوائح ذات طابع طائفي. وبحسب المشروع، يتم انتخاب رئيس ونائب رئيس المجلس البلدي بحسب ما تنص عليه اللائحة نفسها، كما تُعتبر كل لائحة غير مكتملة أو لا تراعي المناصفة لاغية وغير شرعية، لكونها تتعارض مع ميثاق العيش المشترك وفقاً لدستور الطائف.
ويتضمّن المشروع أيضاً بنداً يُعدّل من صلاحيات المحافظ، حيث يُلزم بتنفيذ قرارات المجلس البلدي خلال مهلة لا تتجاوز شهراً واحداً، وبعدها تُحال القرارات إلى وزير الداخلية والبلديات بحكم الوصاية القانونية. ويبدو أن المشروع، في الوقت الذي يطمئن فيه المسيحيين، يخاطب أيضاً هواجس الطائفة السنية المعترضة على صلاحيات المحافظ.
ورغم ما يُحكى عن توافق سياسي واسع، رفض النائب عن الجماعة الإسلامية عدنان طرابلسي المشروع، معتبراً أن فرض المناصفة أو اللوائح المقفلة تشريعاً، يُناقض المبادئ الديمقراطية والدستور، ويقيّد حرية الناخبين، ويحوّل الانتخابات إلى شكل من أشكال التعيين. ودعا إلى التخلّي عن الخطاب الطائفي لصالح خطاب وطني جامع.
من جهته، قال نائب رئيس الحكومة السابق النائب غسان حاصباني في تصريح لـ”النهار”، إن القانون قيد البحث يتضمّن إصلاحات على قانون الانتخابات البلدية لا تؤدي إلى تأجيل الاستحقاق، ويشمل بيروت ومدنًا أخرى. وأوضح أن المشروع يُبقي على مبدأ المناصفة في بيروت، ويتضمّن تعديلات حول اللوائح المقفلة في مناطق أخرى أيضاً.
ونوّه حاصباني بأن المشروع يفرض مهلاً زمنية لتطبيق قرارات المجالس البلدية، من دون أن ينتقص من صلاحيات المحافظ، مشدداً على أن الآلية المقترحة تسري على كل البلديات، وليست مخصصة لبيروت فقط.
وأكد حاصباني على أهمية التفاهم السياسي حول الانتخابات، مشيراً إلى أن التشريع المقترح يفتح الباب أمام كل من يريد خوض الانتخابات ضمن لائحة مقفلة. كما أشار إلى أن الانفتاح قائم على تيار المستقبل، نافياً ما يُشاع عن غياب الرئيس سعد الحريري عن المشهد الانتخابي، ومؤكداً على التواصل المستمر مع التيار.
واعترف بأن هناك غياباً للتفاهم الكامل من الجانب الإسلامي حتى الآن، ما يُؤخّر الوصول إلى توافق نهائي في الجانب المسيحي، رغم وجود نية إيجابية وتفاهم مبدئي. وختم حاصباني بالتشديد على ضرورة تأمين مجلس بلدي متجانس ومتعاون، يحرص على تمثيل مكوّنات العاصمة بشكل عادل وفعّال، بعيداً عن الصراعات والتجاذبات