صعّدت الولايات المتحدة من هجماتها الجوية في اليمن، حيث شنت مقاتلاتها، ليل السبت وصباح الأحد، نحو 20 غارة استهدفت مواقع في أربع محافظات، في إطار تصعيد متواصل منذ منتصف آذار/ مارس الماضي، بحسب وسائل إعلام تابعة لحركة “أنصار الله” (الحوثيين).
وأعلنت وزارة الصحة في صنعاء، الخاضعة لسلطة “أنصار الله”، عن ارتفاع عدد الشهداء المدنيين جراء هذه الغارات إلى 117 شهيدًا، إضافة إلى 221 جريحًا، بينهم نساء.
ووفق مصادر تابعة للحوثيين، شنت الطائرات الأمريكية تسع غارات على مديرية صرواح بمحافظة مأرب، وغارة على منطقة المهاذر بمديرية سحار في محافظة صعدة، إضافة إلى ثلاث غارات ليل السبت على منطقة السهلين في مديرية آل سالم بصعدة.
كما استهدفت غارتان مديرية المنيرة بمحافظة الحديدة، وخمس غارات أخرى استهدفت المعهد المهني في مديرية الصومعة بمحافظة البيضاء.
وفي هذا السياق، شيعت السلطات في صنعاء جثمان “الشهيد أحمد علي محمد الفقيه”، الذي قيل إنه قضى خلال مشاركته في ما أسموه “معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس”. وتم دفنه في مسقط رأسه بروضة الشهداء في مديرية حريب القراميش بمأرب.
تطورات صهيونية موازية
في سياق متصل، أعلنت وسائل إعلام صهيونية وفلسطينية مساء الأحد، عن إطلاق صاروخ باليستي من اليمن باتجاه الأراضي المحتلة، ما أدى إلى تفعيل صفارات الإنذار في مدن عدة، بينها تل أبيب والقدس.
وقال جيش الاحتلال إن الصاروخ تم اعتراضه، فيما أشارت القناة 12 الإسرائيلية إلى إغلاق مؤقت لمطار بن غوريون الدولي قبل استئناف حركة الملاحة لاحقًا.
وأفادت التقارير بأن منظومة “ثاد” الأمريكية قد فُعلت لاعتراض الصاروخ.
وفي تعليق ساخر، قال وزير الحرب الصهيوني الأسبق، أفيغدور ليبرمان، إن “عيد الفصح 2025 يشهد إطلاقات من غزة واليمن”.
المواقف السياسية تتصاعد
في مقابل التصعيد العسكري، تتصاعد التصريحات السياسية بين طرفي النزاع.
فقد دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، طارق صالح، إلى “توحيد القوى الجمهورية وتعزيز الشراكة مع التحالف العربي”، مشيرًا إلى أهمية “تشكيل تحالف دولي” لمواجهة التهديدات.
في المقابل، ردّ القيادي في “أنصار الله”، محمد علي الحوثي، قائلًا في تدوينة: “العدوان الأمريكي لن يوقف إسنادنا لغزة، وكل محاولة عسكرية برية ستُقابل بجحيم، والنتيجة الحتمية هي النصر”.
من جهته، وصف محمد البخيتي، عضو المكتب السياسي لـ”أنصار الله”، تصريحات طارق صالح بأنها “تدق طبول الحرب الداخلية وتبشر بتحالف عربي أمريكي إسرائيلي”.
وكانت الولايات المتحدة قد استأنفت، منذ 15 آذار/ مارس، تنفيذ جولة جديدة من الغارات الجوية على مناطق سيطرة الحوثيين، في إطار ما تقول إنه رد على استهداف الحوثيين للملاحة الدولية. بينما تعتبر “أنصار الله” أن الهجمات الأمريكية تأتي ردًا على موقفهم المساند لغزة في وجه العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من 17 شهرًا بدعم أمريكي مباشر.
