أحيت مؤسسة ياسر عرفات، اليوم الأحد، ذكرى ميلاد المناضلة الوطنية سميحة خليل، في قاعة المنتدى بمتحف ياسر عرفات في رام الله، بحضور رسمي وشعبي واسع.
واستُهلت الفعالية بالنشيد الوطني الفلسطيني، ثم دقيقة صمت وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء، وفي مقدمتهم الرئيس الراحل ياسر عرفات والمناضلة سميحة خليل.
وقال مدير عام المؤسسة، عودة مشارقة، إن هذا الإحياء يأتي في عرين الرئيس القائد ياسر عرفات، وبالقرب من بوابة القدس، تأكيدًا على أهمية الوفاء لنهج عرفات ورفاقه الذين شكّلوا ركنًا أساسيًا في السردية الوطنية الفلسطينية. وأضاف: “رغم شلال الدم النازف والإبادة الجماعية التي يتعرض لها شعبنا في غزة، تبقى إرادتنا مستمدة من ذكرى هؤلاء القادة.”
من جانبه، ألقى رئيس مجلس إدارة المؤسسة أحمد صبح كلمة أكد فيها أن سميحة خليل، “سنديانة فلسطين”، كانت مثالًا في النضال والتطوع والعمل الخيري، مشيرًا إلى أن المؤسسة أحيت ذكرى 14 شهيدًا ضمن برنامج “رفاق الدرب” لتحويل تاريخ القادة إلى نماذج تُلهم الأجيال.
ونوّه صبح بدور خليل البارز في الحياة السياسية والاجتماعية، مشيرًا إلى ترشحها لرئاسة السلطة الوطنية كأول امرأة في مواجهة ياسر عرفات، ما يدل على شخصيتها الفريدة. كما أشاد بتأسيسها جمعية إنعاش الأسرة عام 1965، والتي باتت معلمًا من معالم العمل الوطني والاجتماعي.
وفي كلمتها، شكرت ريم المسروجي، رئيسة مجلس إدارة جمعية إنعاش الأسرة، مؤسسة ياسر عرفات على إحياء ذكرى خليل، مشددة على أن سميحة جسدت مفهوم المقاومة من خلال العمل المجتمعي والدعم الشعبي، وأسست الجمعية بهدف تعزيز صمود الفلسطينيين.
وأشارت إلى أن خليل كرّست حياتها للعمل السياسي والثقافي والنسوي، وأن ترشحها للرئاسة كان تتويجًا لمسيرة حافلة بالعطاء والريادة النسوية.
أما نجلها، ساجي خليل، فتحدث باسم العائلة، مؤكدًا أن والدته آمنت بأن الأسرة هي النواة الأساسية لمجتمع قوي، وكانت قيادية بطبعها، تتمتع بإرادة جبارة وقناعة راسخة بقضية شعبها، ودافعت عن المساواة وحقوق المرأة، وأسهمت في دعم عائلات الشهداء والأسرى والجرحى.
وشدد على أن والدته كانت تؤمن بالإصلاح من داخل الأطر السياسية، وليس بالانسحاب منها، وكانت تعتبر منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
واختُتمت الفعالية بعرض فيلم وثائقي ومعرض صور يُجسدان حياة ومسيرة المناضلة الراحلة، في لفتة وفاء لإرثها النضالي والإنساني.
