يبدو أن مشهد إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان نحو إسرائيل بدأ يشهد تحوّلاً لافتًا، مع إعلان الجيش اللبناني توقيف خليتين، إحداهما تُعرف بـ”المجموعة الأم”، ما يطرح تساؤلات حول الجهة التي تقف خلف هذه العمليات، ومدى قدرة الدولة على ضبط الوضع.
لبنان، الذي يرزح منذ عقود تحت “لعنة الجغرافيا” بحسب توصيف البعض، لطالما دفع ثمن موقعه المحاذي لإسرائيل وسوريا، متأثراً بتقلبات الإقليم وصراعاته، من صواريخ الكاتيوشا وسام-7 سابقًا، إلى ما يتلقاه اليوم من ردود إسرائيلية على عمليات قصف مجهولة المصدر.
في هذا السياق، يشير العميد المتقاعد بسام ياسين، المطلع على ملفات الجنوب اللبناني والمفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، في تصريح لصحيفة “النهار”، إلى أن لا مصلحة للدولة اللبنانية، ولا حتى لـ”حزب الله”، في التصعيد الصاروخي نحو إسرائيل، مؤكدًا أن “الجيش اللبناني أوقف مجموعة تنتمي إلى حركة حماس، وهو يتابع عن كثب أي محاولة خرق للقرار 1701”.
وأضاف ياسين أن الجيش اليوم بات يُمسك بزمام الأمور في الجنوب، ويقوم بمصادرة منصات إطلاق الصواريخ وكشف الجهات الفاعلة، مشيرًا إلى أن “الظروف تبدّلت، وحزب الله ليس في وارد فتح جبهة جديدة في ظل الدمار الذي لحق بالجنوب والبقاع والضاحية، إضافة إلى الضغوط الدولية وتأخر إعادة الإعمار”.
ويختم ياسين بالقول إن “الوضع في لبنان مغاير لما يجري في غزة أو اليمن، ولبنان خارج نطاق ما يُعرف بـ’المجموعة الأم’ التي تنفّذ هجمات على إسرائيل”، مشددًا على أن “المؤسسة العسكرية تقوم بدورها بدقة، وتحول دون الانجرار إلى معركة لا طائل منها في الظروف الحالية”.