بقلوب يعتصرها الحزن والأسى، تنعى حركة أمل بوفاة قداسة البابا فرنسيس، رجل السلام والعدالة، وراعي الحوار بين الأديان، الذي شكّل رحيله خسارة فادحة للمجتمع الإنساني، ولأتباع الكنيسة الكاثوليكية في لبنان والعالم.
لقد كان البابا فرنسيس صوت المحبة والتلاقي، في زمن يمزقه الانقسام، وعُرف بمواقفه الجريئة إلى جانب الفقراء والمظلومين، وبدعواته المتكررة للسلام، خاصة في فلسطين وغزة، حيث رفع صوته بوجه المجازر، داعياً لوقف العنف وحماية الأبرياء، فكان صوته صدى للرحمة وأملًا في وجه اليأس.
كان لبنان حاضراً دائماً في وجدانه، وعبّر غير مرّة عن محبته لشعبه، وعن أمله في أن يستعيد وطن الرسالة دوره الحضاري والإنساني.
وتابع المكتب الثقافي في بيانه:
في وداع البابا فرنسيس، نستحضر دوره البارز في ترسيخ قيم العيش المشترك، في تناغمٍ مع فكر الإمام المغيّب السيد موسى الصدر، الذي قال يوماً: “الديانتان الإسلامية والمسيحية ليستا ديانتين تعايشتا، بل هما ديانة واحدة تجلت في صورتين، توحّدهما العدالة والمحبة”.
لقد جسّد الحبر الأعظم نموذجاً إنسانياً وقيادياً فريداً، انحاز فيه للإنسان دون تمييز، وكان جسراً للحوار بين الحضارات، وصوتاً للحكمة في زمن الانغلاق والتطرف.
وفي وداعه، نؤمن بأن رسالته باقية، وأمانته الروحية في أعناقنا، نستلهم منها قيماً إنسانية سامية، تدعونا إلى تعزيز السلام، واحترام الآخر، ومواصلة العمل لأجل عالمٍ أكثر عدلاً وإنصافاً.
وختم البيان:
نتقدم بأحر التعازي من دولة الفاتيكان، ومن مسؤولي الكرسي الرسولي، والكنيسة الكاثوليكية وأتباعها في لبنان والعالم، ومن عموم المسيحيين والمجتمع الإنساني، سائلين الله أن يتغمده برحمته، وأن يلهم محبيه الصبر والسلوان.