تحت شعار «لتغمرك الكتب»، تنطلق اليوم في مركز إكسبو الشارقة فعاليات الدورة السادسة عشرة من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب، ويستمر حتى الرابع من مايو المقبل، بمشاركة كوكبة من الكتّاب والرسامين والمبدعين من حول العالم.
ويقدّم المهرجان لهذا العام برنامجًا غنيًا يضم أكثر من 1024 فعالية فنية وترفيهية وثقافية، يشارك فيها 133 ضيفًا من 70 دولة، إلى جانب 43 كاتبًا من الإمارات والدول العربية. كما يشارك في المعرض 122 دار نشر من 22 دولة، ما يعزز مكانة المهرجان كمنصة رائدة لأدب الطفل في المنطقة.
تجربة تفاعلية تتجاوز العرض التقليدي
لا يقتصر دور المهرجان على كونه تظاهرة ثقافية، بل يتحوّل إلى مساحة تفاعلية حية تربط أجيال المستقبل بمبدعي الكلمة والصورة، من خلال أكثر من 600 ورشة عمل موجهة للأطفال واليافعين والكبار، و85 ورشة طهو تفاعلية، و150 نشاطًا في “ركن القصص المصورة”، إلى جانب عروض مسرحية وورش تخصصية مدفوعة ومجانية، ما يحوّل المهرجان إلى فضاء للاكتشاف والتجريب.
كما يحتضن المهرجان 35 جلسة نقاشية تجمع نخبة من الخبراء والناشرين والمبدعين، لمناقشة واقع أدب الأطفال وسبل تطوير ثقافة القراءة وتحديات صناعة النشر.
أدب عالمي في قلب الشارقة
من الولايات المتحدة، يشارك ثمانية من أبرز كتّاب أدب الأطفال، بينهم ستيفان باستيس، وميساكو روكس، وروندا روماني، وليندا بوث سويني، وبريندان وينزل، وغيرهم، مقدمين تجارب سردية وبصرية متنوعة تخاطب وجدان الطفل.
وتحضر المملكة المتحدة بثمانية أصوات أدبية لامعة، من بينها نيكولا مورغان وراحات كادوجي، وكلوي سافاج، فيما تقدم الهند خمسة أسماء بارزة تجمع بين دفء التقاليد وحداثة السرد، من أبرزهم فارون دوجيرالا ولافانيا كارتهيك.
كندا وأستراليا كذلك تمثّلان المشهد العالمي، من خلال الكاتبة الكندية روخسانا خان، والأسترالية أندريا رو، بينما تسهم باكستان بأدبين نسويين بارزين عبر سيهريش فاروق ومريم شاه.
أما أوروبا، فتمثلها إليزابيتا دامي، مبتكرة سلسلة “جيرونيمو ستيلتون”، والكاتب سي جي سالامندر، والرسامة النرويجية شين لي.
في الشارقة… الكتب تنبض بالحياة
في هذا الحدث السنوي، لا تُقاس قيمة الكتب بعدد صفحاتها، بل بقدرتها على لمس الخيال وإشعال الحلم. مهرجان الشارقة القرائي للطفل ليس مجرد منصة للعرض، بل تجربة معرفية متكاملة، تعيد رسم العلاقة بين الطفل والقراءة، وتفتح آفاقًا رحبة أمام أجيال الغد لتكوين علاقة حميمة مع الكلمة المصورة، والحكاية التي تتجاوز حدود اللغة لتصل إلى عمق الإبداع الإنساني.