سادت حالة من الغضب أوساط دور النشر المصرية المشاركة في الدورة الثلاثين لمعرض الرباط الدولي للكتاب، نتيجة تأخر شحنات الكتب القادمة من مصر، ما أثار استياءً واسعاً لدى الناشرين والقراء المغاربة على حد سواء.
ورغم افتتاح المعرض أمام الزوار في 18 نيسان/أبريل الجاري، لم تصل حتى الآن معظم شحنات الكتب الخاصة بـ37 دار نشر مصرية مشاركة، بحسب ما أكده رئيس اتحاد الناشرين المصريين فريد زهران لـ”النهار”.
اتهامات بالمحاباة
تصاعدت الانتقادات الموجهة إلى اتحاد الناشرين المصريين، وسط اتهامات تفيد بأن شحنات كتب دور نشر يملكها أعضاء في مجلس إدارة الاتحاد وصلت ضمن دفعة جوية طارئة، بينما تأخرت شحنات بقية الدور. كما وُجهت انتقادات حادة إلى قرار الاتحاد بالتعاقد مع شركة شحن بحري سبق أن تسببت في مشكلات مماثلة خلال معرض 2023.
الناشر المصري أحمد سعيد عبد المنعم، المحرر العام لمنشورات الربيع، أوضح لـ”النهار” أن “السبب الرئيسي في هذه الأزمة هو الشركة التي اختارها الاتحاد”، محملاً الاتحاد مسؤولية اختيارها رغم سجلها السابق.
وأشار إلى أن الشركة لم تلتزم بإرسال نسبة 30% من الكتب جواً كما ينص العقد، بل شحنت ما يقارب 10% فقط، على دفعتين. وأضاف أن الدفعة الأولى شملت كتبًا تابعة لخمسة من أعضاء مجلس إدارة الاتحاد، بالإضافة إلى ثلاث دور نشر أخرى فقط.
رد الاتحاد
من جهته، أكد فريد زهران، رئيس الاتحاد، أن الأزمة “تكررت أكثر من خمس مرات في معارض سابقة”، لكنها المرة الأولى خلال فترة رئاسته. وأعلن تشكيل لجنة تحقيق “شفافة” للوقوف على ملابسات التأخير، مشيرًا إلى أن الاتحاد حصل في وقت سابق على شرط جزائي من شركة شحن لكنه لم يُحوّل كتعويض للمتضررين.
وحول مطالب التعويض، أوضح زهران أن الأمر “سيخضع لدراسة دقيقة تأخذ بعين الاعتبار حجم الضرر والموارد المالية المتوفرة”. كما نفى بشدة وجود أي تمييز في شحن كتب دور النشر المرتبطة بأعضاء مجلس الإدارة، مؤكدًا أن “أعضاءً في المجلس لم تصل كتبهم أيضًا ضمن الدفعة الجوية”، وأنه “لم يصدر أي توجيه بتفضيل دار نشر على أخرى”، بما في ذلك دار “المحروسة” التي يملكها.
تحرك رسمي
في سياق متصل، أعلنت وزارة الثقافة المصرية، في بيان صدر بتاريخ 19 نيسان/أبريل، أن الوزير الدكتور أحمد فؤاد هنو أجرى اتصالات مكثفة لمتابعة الأزمة، وسيعقد اجتماعًا عاجلًا مع مسؤولي اتحاد الناشرين المصريين لوضع آليات لمنع تكرارها.
كما أشارت الوزارة إلى التنسيق مع السلطات المغربية لتسهيل دخول الشحنات فور وصولها. وحتى صباح يوم 23 نيسان، لم تكن الأزمة قد حُلّت بعد، فيما يترقب الناشرون وصول شحناتهم وتعويض خسائرهم.