تعيش أسواق غزة حالة من عدم الاستقرار والتذبذب في الأسعار، بسبب الحصار المفروض على القطاع منذ أكثر من عام ونصف العام وعزوف التجار عن التعامل بالعملات الورقية القديمة، خاصة من فئة 20 شيقلا، بعد أن أوقفوا التعامل نهائيا بفئة 10 شواقل، الأمر الذي زاد من معاناة المواطنين.
وأدى إغلاق المعابر على مدار شهرين بعد استئناف الحرب، وتدمير الاحتلال معظم البنوك، ونهب بعضها خلال الحرب إلى إغلاق فروعها، الأمر الذي أدى إلى اقتصار التعامل بالعملات الورقية الموجودة، دون ضخ مبالغ جديدة إلى الأسواق المحلية.
وقال النازح من رفح احمد نصر “إن عزوف التجار عن التعامل بفئة 20 شيقلا يشكل معاناة جديدة تضاف إلى معاناة المواطن الغزي الذي يعاني من فقدان كل شيء، وكأن لسان حاله يقول فاقد الشيء لا يعطيه”.
ويتساءل: ألا يكفي شح الموارد الغدائية وارتفاع نسبة العمولة وعدم التعامل بفئة 10 شواقل.
وأشار نصر إلى أن همومه تضاعفت جراء تآكل الراتب ما بين غلاء الأسعار، وارتفاع نسبة العمولة التي فاقت 30%، عدا عن صعوبة التعامل مع العملة القديمة والممزقة بين التجار.
وأضاف: أنه عندما يذهب إلى السوق لشراء بعض المستلزمات يقضي معظم أوقاته متنقلا بين البسطات، بحثا عن الفكة التي تعسرت بعد انتهاء التعامل بفئة 10 شواقل بشكل نهائي في اسواق غزة.
من جانبه، اعتبر طاهر بريكة صاحب بسطة لبيع الخضراوات في مواصي خان يونس أنه يتقاسم المعاناة مع المواطن وفي معظم الأحيان يجد نفسه مجبرا على أخذ عملات بالية يرفض تجار الجملة التعامل فيها، فتبقى مكدسة لديه، منوها إلى أن لديه أكثر من 2000 شيقل ما بين 10 شواقل و20 شيقلا مجمدة، بسبب سياسة التجار الجديدة بعدم التعامل في العملات القديمة.
ورغم صدور بيان عن سلطة النقد لطمأنة تجار غزة باستمرار التعامل بفئة 20 شيقلا الورقية وصلاحيتها للتداول.
ودعت سلطة النقد في بيانها الجميع إلى تداولها حتى لو كانت مهترئة والبنوك ملزمة باستلامها من عملائها في حال عودة العمل المصرفي إلى طبيعته في القطاع.
واكد النازح محمد ابو طه صاحب بسطة لبيع المواد الغدائية، أن طمأنة سلطة النقد لم تنجح في إزالة القلق لدى المواطنين وأصحاب البسطات على حد سواء، منوها إلى أنه لاحظ أمس تداول فئة 200 شيقل بشكل غير مسبوق في الأسواق.
وعزا ابو سليمان الشاعر تاجر العملات سبب التداول غير المسبوق لفئة 200 شيقل إلى تناول بعض وسائل الإعلام الاسرائيلية أنباء تفيد بطلب بعض الوزراء إلغاء التعامل بها.
ولفت الشاعر إلى وجود اقبال كبير من قبل التجار والمواطنين على شراء العملات الأجنبية للتخلص من فئة 200 شيقل.
وطالب المواطنون والتجار على حد سواء سلطة النقد بإيجاد آلية مع البنوك لجمع العملات الورقية المهترئة من الأسواق، وضخ عملات جديدة، للتخفيف من معاناتهم، في ظل الظروف الصعبة وحرب الإبادة التي يتعرض لها القطاع المحاصر.