وثقت سلطة جودة البيئة سلسلة من الانتهاكات الإسرائيلية الممنهجة بحق البيئة الفلسطينية خلال الربع الأول من العام الحالي (كانون الثاني، شباط، آذار)، شملت تدمير موارد المياه، وتخريب الأراضي الزراعية وإتلاف الأشجار، وضخ المياه العادمة، والاعتداء على الثروة الحيوانية وتهريب النفايات الصلبة والخطرة إلى داخل الأرض الفلسطينية.
ورصد التقرير الصادر عن سلطة جودة البيئة، اليوم الأحد، عشرات الاعتداءات في مختلف المحافظات الشمالية، حيث سُجل 15 اعتداءً على آبار المياه شملت تدمير وردم آبار في جنين وطوباس والأغوار الشمالية والخليل وأريحا وقلقيلية ونابلس، بالإضافة إلى 4 اعتداءات استهدفت شبكات المياه في جنين ومخيمها وخلة الضبع في مسافر يطا ومنطقة فصايل شمال أريحا.
كما رصد التقرير 8 اعتداءات باستخدام المياه العادمة غير المعالجة، حيث عمدت المستعمرات الإسرائيلية إلى ضخ كميات كبيرة من المياه العادمة باتجاه الأراضي الزراعية الفلسطينية في قلقيلية وأريحا وبيت لحم والخليل، ما أدى إلى تلوث مساحات واسعة وإتلاف محاصيلها الزراعية.
وفي السياق ذاته، بلغ عدد الاعتداءات على الأراضي الزراعية أكثر من 45 حالة، تضمنت أعمال تجريف واقتلاعا للأشجار وتخريب حدائق ومشاتل، خاصة في محافظات قلقيلية ونابلس وبيت لحم، والخليل وأريحا وجنين، كما أشار التقرير إلى شروع قوات الاحتلال في بناء مستعمرة جديدة على أراضي قرية بتير في محافظة بيت لحم، أُطلق عليها اسم “ناحال حيلتس” في إطار توسع استعماري ممنهج.
وأشار التقرير إلى تسجيل 11 اعتداء استهدف الثروة الحيوانية في محافظات بيت لحم ونابلس وسلفيت والخليل وقلقيلية ورام الله والبيرة وأريحا، إضافة إلى توثيق 22 حالة اعتداء على الأشجار، تم خلالها اقتلاع وتحطيم أكثر من 670 شجرة من أشجار الزيتون واللوزيات والحمضيات، بعضها تتجاوز أعمارها عشرات السنين.
كما سجلت سلطة جودة البيئة11 حالة تهريب نفايات صلبة وخطرة من داخل أراضي الـ48 إلى الأرض الفلسطينية، خاصة في قلقيلية ونابلس وسلفيت والخليل مما يشكّل تهديداً على الصحة العامة والبيئة ويمثل مخالفة صريحة لأحكام اتفاقية بازل بشأن التحكم بنقل النفايات الخطرة والتخلص منها عبر الحدود.
وأشار التقرير إلى قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بإلقاء كميات كبيرة من القنابل الصوتية وقنابل الغاز السامة خلال اقتحامات متكررة لعدة مناطق في المحافظات الشمالية، ما تسبب بتلوث الهواء وألحق أضرارا بيئية غير قابلة للحصر الكامل.
وحذّر التقرير من أن استمرار هذه الانتهاكات، خاصة في ظل تجريف البنية التحتية في طولكرم وجنين ومخيماتها، سيفاقم التدهور البيئي ويمثل تهديداً للنظم البيئية المحلية، ويؤثر سلباً على الأمن الغذائي الفلسطيني، مشددا على أن هذه الاعتداءات تأتي في إطار محاولات الاحتلال فرض وقائع جديدة على الأرض ومصادرة الأراضي لصالح التوسع الاستعماري.
واختتمت سلطة جودة البيئة تقريرها بالتأكيد على أن هذه الممارسات والاعتداءات الإسرائيلية تشكّل انتهاكا صارخا للقوانين والاتفاقيات الدولية البيئية، وفي مقدمتها اتفاقية بازل واتفاقية التنوع البيولوجي.