More

    بوتين يعلن عن هدنة مؤقتة في أوكرانيا

    أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن وقف إطلاق نار مؤقت في أوكرانيا يبدأ في منتصف ليل 8 أيار وينتهي في منتصف ليل 11 أيار، وفقًا لبيان صادر عن الكرملين. الهدنة التي وصفت بأنها “إنسانية” تأتي تزامنًا مع الذكرى الـ80 لنهاية الحرب العالمية الثانية، وهو التاريخ الذي تحتفل فيه روسيا بيوم النصر السنوي في 9 أيار ، في احتفالات تقليدية يشارك فيها الملايين من المواطنين الروس.

    في بيانه، شدد الكرملين على أن جميع الأعمال العسكرية ستتوقف خلال هذه الفترة وأكد على أن روسيا تأمل أن تلتزم أوكرانيا بالهدنة أيضًا. وأضاف أن موسكو قد تواجه انتهاكات محتملة من الجانب الأوكراني، محذرًا من أن أي تصعيد أو خرق من قبل كييف سيتم الرد عليه بشكل مناسب. ورغم هذا الإعلان، استمرت موسكو في تجاهل دعوة كييف إلى وقف إطلاق نار شامل وغير مشروط كشرط لأي اتفاقات سلام أوسع.

    هذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن هدنة مؤقتة في النزاع المستمر. ففي العام الماضي، تم الإعلان عن هدنة مشابهة في عيد الفصح، ولكن في ذلك الوقت أفاد المسؤولون الأوكرانيون بحدوث ما يقرب من 3,000 انتهاك من قبل القوات الروسية خلال تلك الفترة، مما أثار شكوكًا واسعة النطاق حول فعالية مثل هذه الهدنات في سياق النزاع المستمر.

    هذه الهدنة تثير تساؤلات جديدة حول نوايا روسيا في هذه الحرب، وتزامنها مع الضغط الدولي المتزايد على موسكو لإنهاء النزاع الذي أسفر عن مئات الآلاف من الضحايا وأدى إلى تدمير واسع النطاق في أوكرانيا. في الوقت نفسه، استمرت الدعوات الدولية لإنهاء الحرب على مستوى منظمات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول الغربية الكبرى، التي سعت إلى الضغط على روسيا عبر العقوبات الاقتصادية والسياسية.

    وقد لاقت هذه الهدنة انتقادات من بعض المحللين والسياسيين في أوكرانيا الذين يرون أنها قد تكون مجرد خطوة رمزية أكثر من كونها عرضًا حقيقيًا للسلام. يشير المنتقدون إلى أن الكرملين قد يستخدم هذه الهدنة كفرصة لتكريس مواقعه الميدانية وتعزيز استراتيجياته العسكرية، في وقت تواصل فيه القوات الروسية عملياتها العسكرية بشكل مستمر.

    الهدنة الجديدة تأتي في وقت حساس بعد سلسلة من العمليات العسكرية المكثفة على الجبهة الشرقية لأوكرانيا، حيث لا يزال النزاع يدور في مناطق مثل دونباس وزابوريجيا. كما تواصل موسكو مهاجمة المناطق السكنية في أوديسا وميكولايف، وسط محاولات كييف لاستعادة أراضيها في الجنوب والشرق.

    وقد صرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مؤخرًا بأن بلاده لا تثق في الوعود الروسية وأن أي هدنة من جانب موسكو يجب أن تكون مرفقة بضمانات ملموسة لوقف إطلاق النار الحقيقي وليس مجرد تكتيك كسب الوقت.

    فيما يراقب المجتمع الدولي عن كثب تطورات هذه الهدنة، فإن الانقسام بين موسكو وكييف حول شروط السلام لا يزال عائقًا كبيرًا أمام أي تقدم حقيقي نحو تسوية دائمة. ومع استمرار الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا، ووجود تصاعد متواصل في المواجهات الميدانية، فإن من غير الواضح ما إذا كانت هذه الهدنة ستسهم فعلاً في تهدئة الأوضاع أم ستظل مجرد خطوة مؤقتة في صراع طويل الأمد.

    Latest articles

    spot_imgspot_img

    Related articles

    spot_imgspot_img