More

    معارك طاحنة في بلدات ساحل بعبدا… “التغيير الديموغرافي” همّ مشترك

    تستعدّ بلدات ساحل قضاء بعبدا بحماسة فائضة للانتخابات البلدية والاختيارية في 4 أيار/مايو.

    تتميز البلديات الساحلية بعدد القاطنين، على عكس ناخبيها أو المسجلين فيها على لوائح الشطب. فبلدية الحازمية على سبيل المثال تعتبر من البلديات الصغرى أو المتوسطة من حيث عدد ناخبيها الذين لا يتجاوزون الـ3000 ينتخب نصفهم، بينما عدد القاطنين فيها أكثر بكثير، وتُعدّ من المناطق الحيوية اقتصادياً وسياحياً وتضم عدداً كبيراً من الشركات والمصارف والمطاعم والأبراج السكنية.

    والأمر نفسه ينسحب على بعبدا والحدت اللتينن تُعتبران مقصداً سكانياً كبيراً من المناطق كافة.

    تشهد الحازمية معركة انتخابية قاسية بين لائحة يرأسها جان الأسمر القابع على كرسي الرئاسة منذ عام 1998، والذي أعلن لائحة مكتملة، ولائحة مكتملة أخرى من شباب وناشطين من المجتمع المدني والعائلات، يرأسها زياد عقل، وتؤكد أنها تخوض معركة لتغيير نهج سائد منذ سنوات.

    وبالانتقال إلى بعبدا، تشهد بلدة الرئاسة التي عانت شلل المجلس البلدي لسنوات طويلة إثر خلافات عصفت به، معركة محتدمة بين 3 لوائح انتخابية، بعد فشل مساعٍ قادها العميد المتقاعد خليل الحلو محاولا جمع الأحزاب في لائحة واحدة.

    يرأس اللائحة الأولى هنري ميشال الحلو، وهي مدعومة من “التيار الوطني الحر”، والثانية لائحة رئيس البلدية السابق هنري كرملو الحلو تحت اسم “بعبدا-اللويزة ثقة وإنماء”، وتحظى بدعم “القوات اللبنانية”. أما الثالثة فيرأسها سامي معماري باسم “تكتل شباب بعبدا” وتضم مجموعة من الشباب.

    وفي بعبدا كما في أغلبية المناطق، لا يمكن الحديث عن دعم حزبي كامل لأي من اللوائح بسبب التداخل العائلي والحزبي، فاللوائح الثلاث تدّعي أنها تمثل الأحزاب جميعها والعائلات، فيما اتخذ الكتائب موقف الحياد في البلدة، علما أنه كان مؤيداً للعميد الحلو.

    إلى الحدت، التي تشهد معركة حامية بين لائحتين، الأولى برئاسة جورج عون رئيس البلدية من عام 2010، والثانية برئاسة عبدو شرفان عضو البلدية السابق.

    للحدت دائما نكهة سياسية مهما حاولت الأحزاب تحييد نفسها، ومن الواضح أن لائحة جورج عون تحظى بدعم كامل من “التيار الوطني الحر” وتضم بين أعضائها عددا كبيرا من العونيين الملتزمين، بالإضافة إلى عضو واحد فقط قريب من “القوات”. أما بالنسبة إلى لائحة شرفان، فبات واضحا أن مناصري “القوات” لن يلتزموا قرار حزبهم الوقوف على الحياد، وهم يدعمون اللائحة شرفان ومعهم مناصرو الكتائب.

    واللافت في معركة الحدت، إضافة إلى انتقال عائلة شرفان التي تعتبر أكبر عائلات الحدت من ضفة عون إلى الضفة الأخرى، هو إبعاد النائب آلان عون الذي كان من الداعمين الأساسيين للائحة جورج عون. وعلى الرغم من إعلانه عدم تدخله في الانتخابات، ضمت لائحة شرفان أسماء عونيين سابقين منهم الناشط المعروف جوزف وانيس المقرب من عون، وبالتالي هناك ميل واضح من أنصار عون إلى التوجه نحو لائحة وانيس.

    في البلدات الثلاث برزت قضية بيع الأراضي، والتخوف من التغيير الديموغرافي بنسب متفاوتة، وخصوصاً أن البلدات الثلاث على تماس مع الضاحية الجنوبية. وبدا واضحا أن كل اللوائح تزايد في قضية عدم التوقيع ورفض بيع الأراضي، وهو ما اشتهرت به بلدية الحدت، ونالت على أساسه شعبية كبيرة. وتستمر برفع هذا الشعار في معركتها المقبلة، ويحاول الالتحقاق بها المرشحون والطامحون إلى الوصول في الحازمية وبعبدا.

    Latest articles

    spot_imgspot_img

    Related articles

    spot_imgspot_img