بدأ اليوم الأربعاء في الفاتيكان المجمع المغلق لانتخاب بابا جديد خلفاً للبابا فرنسيس، بمشاركة الكرادلة الناخبين الذين تقل أعمارهم عن 80 عاماً. وينعقد المجمع في كنيسة سيستينا التاريخية، حيث سيواصل الكرادلة عمليات التصويت السرية حتى يحصل أحدهم على غالبية الثلثين، ليُصبح الزعيم الروحي لحوالى 1.4 مليار كاثوليكي في العالم.
ويخضع المشاركون في المجمع لإجراءات سرية مشددة، تمنعهم من أي تواصل مع العالم الخارجي. وقد انتقل الكرادلة إلى الإقامة في دار ضيافة سانتا مارتا بالفاتيكان، فيما نُقل بعضهم إلى مبانٍ قريبة بسبب ضيق المكان.
عملية انتخابية محاطة بالسرية التامة
يتبع المجمع الكنسي تقليداً صارماً، حيث يصوت الكرادلة بالتسلسل: أولاً الكرادلة الأساقفة، ثم الكرادلة الكهنة، وأخيراً الكرادلة الشمامسة. ويقسم الجميع على السرية التامة، بما يشمل الأطباء والسائقين وفرق العمل في المطبخ والتنظيف، تحت طائلة الحرمان الكنسي.
ويتم إعلام العالم بنتيجة كل دورة اقتراع عبر الدخان المتصاعد من كنيسة سيستينا: دخان أسود في حال عدم انتخاب بابا، ودخان أبيض إذا تم الانتخاب.
أكبر وأوسع مجمع انتخابي من حيث التنوع
يُعد هذا المجمع الأكبر والأكثر تنوعاً دولياً في تاريخ الكنيسة، مع مشاركة كرادلة من 70 بلداً عبر خمس قارات، في مؤشر على التمثيل الواسع للكنيسة الكاثوليكية حول العالم.
أسماء مرشحة وتوجهات متباينة
من أبرز الأسماء المتداولة لخلافة البابا فرنسيس: الكاردينال الإيطالي بييترو بارولين، والمالطي ماريو غريش، والفيليبيني لويس أنتونيو تاغلي، ورئيس أساقفة مرسيليا الفرنسي جان-مارك أفلين، بالإضافة إلى الكاردينال الإيطالي بييرباتيستا بيتسابالا.
وكان الكرادلة قد أجروا في الأيام الماضية اجتماعات تحضيرية ناقشوا خلالها ملفات عديدة أبرزها الإصلاحات المالية، وقضايا الاعتداءات الجنسية، ومستقبل وحدة الكنيسة، وصفات البابا المقبل.
هل يسير البابا الجديد على خطى فرنسيس؟
ورغم أن البابا فرنسيس عيّن نحو 80% من الكرادلة الناخبين، إلا أن محللين يرون أن ذلك لا يضمن انتخاب خليفة يحمل نفس رؤيته الإصلاحية. ويبقى السؤال مفتوحاً حول ما إذا كان البابا الجديد سيواصل سياسة الانفتاح، أم سيعيد الكنيسة إلى نهج محافظ وأكثر تقليدية.
