في خطوة تصعيدية تحمل تداعيات سياسية وجغرافية خطيرة، صادق وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش على مخطط استيطاني جديد في منطقة E1 شرقي القدس المحتلة، يهدد بفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها، ويمثل ضربة قاضية لإمكانية إقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافيًا.
المخطط الذي سيُنفذ خلال الأشهر المقبلة، يتضمن بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في قلب الضفة الغربية، متحديًا التحذيرات الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة التي اعتبرت المشروع بمثابة “ضربة قاصمة” لحل الدولتين.
سموتريتش لم يُخفِ نواياه، بل أكد بوضوح أن الهدف من المشروع هو “قتل الدولة الفلسطينية الفعلية”، وتعزيز ما وصفه بـ”السيادة الإسرائيلية” على الضفة الغربية. وكشف أن الحكومة الإسرائيلية صادقت منذ بداية العام الجاري على بناء أكثر من 15 ألف وحدة استيطانية، إلى جانب تخصيص نحو 7 مليارات شيقل لشق وتطوير طرق استراتيجية تخدم المستوطنات في الضفة، التي تُطلق عليها إسرائيل “يهودا والسامرة”.
ويُعتبر مشروع E1 من أخطر المشاريع الاستيطانية، إذ من شأنه تقطيع أوصال الضفة الغربية، وعزل القدس عن محيطها الفلسطيني، ما يُجهض أي مسار تفاوضي مستقبلي نحو تسوية سياسية.
ورغم اختلاف بعض الأصوات داخل المؤسسة السياسية الإسرائيلية، مثل الرئيس إسحاق هرتسوغ وزعيم “المعسكر الرسمي” بيني غانتس، إلا أن الحكومة اليمينية الحالية ماضية في فرض سياسة الأمر الواقع، من خلال تسريع الاستيطان وشرعنة البؤر العشوائية.
في المقابل، وصفت وزارة الخارجية الفلسطينية المشروع بأنه “جريمة جديدة” وانتهاك صارخ للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن، لا سيما القرار 2334. كما حذرت من أن المشروع سيُقضي نهائيًا على مبدأ حل الدولتين ويحوّل الضفة إلى كانتونات معزولة، مطالبة المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات عملية وملموسة لوقف هذه المخططات ومحاسبة إسرائيل على جرائمها بحق الشعب الفلسطيني.
