More

    ترامب أقرب إلى دول الخليج وتركيا في مقاربة أزمات المنطقة التي تغيّرت خلال 8 سنوات

    نتنياهو لا يزال يناور في ملف غزة ويستعد للهجوم الشامل على القطاع

    يطلّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب من رحلته الخليجية، التي استهلها في الرياض أمس، على شرق أوسط مختلف إلى حد بعيد عن ذلك الذي زاره قبل ثمانية أعوام. إلى جانب صفقات تجارية يسعى إليها ترامب لانتشاله من فوضى حروبه التجارية التي أعلنها على معظم العالم في الأشهر الأولى من ولايته الثانية، بدأ ترامب يدرك أن التفاهم السياسي مع دول الخليج، خصوصًا فيما يتعلق بقضايا مركزية مثل غزة وإيران، أسهل بكثير من التعامل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

    الجولة الخليجية الحالية تختلف عن تلك التي قام بها ترامب في ولايته الأولى من حيث التحديات التي تواجه المنطقة اليوم. هناك حرب إسرائيلية مستمرة منذ 19 شهراً على “سبع جبهات”، كما قال نتنياهو، بينما إيران باتت على العتبة النووية بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي في عام 2015. كما تغير النظام في سوريا، وصارت تركيا اللاعب الأقوى على الساحة السورية.

    محاولات ترامب للتكيف مع المتغيرات

    حاول ترامب التكيف مع هذه المتغيرات. انخرط في الخيار الدبلوماسي مع إيران، وهو ما لاقى دعمًا من دول الخليج. وهادن الحوثيين في اليمن بعد حرب قصيرة، بينما جلس مساعد لمبعوثه الخاص ستيف ويتكوف مع القيادي في “حماس” خليل الحية في الدوحة، ما أسفر عن تحرير الأسير الإسرائيلي – الأميركي إيدان ألكسندر دون مقابل، وهو ما عجز عن تأمينه نتنياهو بالضغط العسكري، رغم ادعائه العكس.

    وفي سوريا، يتجه ترامب نحو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكثر مما يميل إلى سياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي. فقد رفع الرئيس الأميركي العقوبات عن سوريا بناءً على طلب من أردوغان، رغم أن واشنطن وضعت مؤخرًا لائحة بشروط يتعين على السلطات السورية تلبيتها قبل إعادة النظر في هذا الأمر.

    الغزل بين ترامب وأردوغان يقلق نتنياهو

    الغزل بين ترامب وأردوغان يقلق نتنياهو بشكل كبير. وسيوفد الرئيس الأميركي وزير خارجيته ماركو روبيو إلى إسطنبول ليكون حاضراً في المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا هذا الأسبوع.

    هل يمكن الحديث عن مسار أميركي مختلف عن المسار الإسرائيلي؟ من المبكر الجزم بذلك. لكن يجب الأخذ في الاعتبار سلسلة القرارات التي اتخذها ترامب في الأسابيع الأخيرة دون العودة إلى استمزاج رأي نتنياهو. وهذا يعدّ افتراقًا كبيرًا عن سياسة الرئيس الديمقراطي السابق جو بايدن، الذي جعل القرار الأميركي في المنطقة أسيرًا لأهواء نتنياهو.

    نتنياهو يواجه تحديات جديدة

    قبل ثلاثة أشهر، كان نتنياهو يخرج على الجمهور الإسرائيلي ليفاخر قائلاً “لا” للولايات المتحدة، في أكثر من مرحلة خلال الحرب على غزة. أما اليوم، فيجد صعوبة في تحدي الولايات المتحدة علنًا بعدما وصف فوز ترامب بأنه “أهم عودة لرئيس في التاريخ الأميركي”. التصادم العلني مع ترامب سيكون مكلفًا لنتنياهو، ومن المستحيل تكرار تجربة تقليب الكونغرس ضد البيت الأبيض كما حدث في ولاية الرئيس باراك أوباما.

    وفي ظل هذه التوترات، تأتي سابقة إعفاء مستشار الأمن القومي مايك والتز من منصبه الشهر الماضي، بسبب المباحثات التي أجرها من وراء ظهر ترامب مع نتنياهو بشأن الخيارات العسكرية ضد إيران. ومع ذلك، لن يستسلم نتنياهو بالكامل، بل لا يزال يناور في ملف غزة ويستعد للهجوم الشامل على القطاع، متنازلًا لأميركا عن موضوع استئناف توزيع المساعدات الإنسانية لمليوني فلسطيني على شفا الجوع.

    المرونة الإسرائيلية: مناورة في ظل التوازنات الجديدة

    من المتوقع أن يبقى أكبر ما يمكن أن يقايض عليه نتنياهو هو وقف مؤقت للعمليات العسكرية مقابل إطلاق “حماس” لنصف الأسرى الأحياء. في هذه الأوقات الصعبة، يبدو أن نتنياهو سيحاول استخدام كل الأدوات المتاحة له للمناورة على الساحة السياسية، لكن بحدود ضيقة، خصوصًا مع ضغط ترامب ودول الخليج.

    Latest articles

    spot_imgspot_img

    Related articles

    spot_imgspot_img