تزامنا مع انعقاد جلسة مجلس النواب التشريعية، نفّذ أهالي الموقوفين الإسلاميين اعتصامًا أمام مجلس النواب، مطالبين بإقرار قانون العفو العام الذي تقدم به تكتل الاعتدال الوطني.
وأكد الأهالي على ضرورة إقرار مشروع اقتراح العفو العام الذي يهدف إلى إطلاق سراح الموقوفين الإسلاميين، كما وصل العديد من أهالي طرابلس إلى بيروت للمشاركة في الاعتصام نصرةً للمعتقلين، وللمطالبة بالعفو العام الذي يعتبرونه حقًا مشروعًا للمساجين المظلومين
افاد أحد المشاركين في الاعتصام عبر “ليبانون ديبايت”، أن “الأهالي منذ سنوات طويلة يطالبون بإقرار قانون العفو العام، الذي يشمل جميع الأطياف السياسية في لبنان، ولكن لا أحد يسمعنا. فهناك فئة معينة تتحكم بمصير البلد، ولا تتعاطى مع هذه المطالب الإنسانية.”
وشدد على أن “كل ما نريده هو إقرار العفو العام دون قيد أو شرط، ليشمل جميع السجناء الذين يعانون داخل السجون، خاصة أولئك الذين مضى على توقيفهم أكثر من عشر سنوات في ظروف قاسية.”
وخلال الاعتصام، سلّم الأهالي رسالة إلى النواب، جاء فيها:
“لا يخفى عليكم حجم المعضلة والمظلَمة المرتبطة بملف السجون في لبنان، القديمة منها والجديدة، والتي باتت لا تُحتمل، لا سيما في ظل عجز الدولة عن إيجاد حلول منذ ما يقارب العشرين عامًا.
المحاكمات تتأخر بشكل كبير نتيجة مشكلات متراكمة في آلية عمل القضاء، وما يعانيه الجسم القضائي من أزمات، فضلًا عن ظروف النقل (السَوق) غير الملائمة للسجناء.
أما داخل السجون، فالوضع كارثي: اكتظاظ قاتل، مبانٍ متهالكة، نقص حاد في الغذاء والدواء والاستشفاء، مما أدى إلى وفاة عدد من السجناء. ولا يرضى أحد منكم بذلك، فالسجين في النهاية إنسان، وله أهل وعائلة تنتظره.
هذا عدا عن الأحكام الصادرة عن المحكمة العسكرية الاستثنائية في المرحلة السابقة، والتي لا تزال موضع جدل وظلم في نظر الكثيرين.
لذلك، نتمنى من حضرتكم التصويت لصالح القانون الذي تقدم به تكتل الاعتدال الوطني وعدد من النواب، والذي يشكّل خطوة ضرورية لحل سريع لهذه الأزمة، ويساهم أيضًا في معالجة ملف السجناء السوريين، ويفتح الباب أمام عدالة انتقالية في المرحلة الجديدة التي دخل فيها لبنان.
ولكم من السجناء وذويهم كل الشكر والتقدير.”

وفي سياق متصل، شهد سجن رومية أعمال شغب وتوترات من قبل السجناء الذين نظموا احتجاجات للمطالبة بـ إقرار قانون العفو العام، بالإضافة إلى مطالبة بتخفيض فترة العقوبات السجنية، وذلك في وقت تزامن مع انعقاد الجلسة التشريعية لمجلس النواب.
كما عمد عدد من السجناء في السجن، إلى تعليق المشانق، قائلين: “أخرجونا للحرية أو مصيرنا الموت، فنحن نموت ببطء في كل يوم”.