عقد السفير عادل عطية، مدير إدارة الشؤون الأوروبية في وزارة الخارجية والمغتربين، جلسة مشاورات سياسية مع المدير العام للشؤون السياسية والأمن في وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإيطالية، باسكوالي فيرارا، في العاصمة الإيطالية روما.
وأكد السفير عطية خلال اللقاء على المسؤولية الدولية الجماعية تجاه القضية الفلسطينية، داعياً الحكومة الإيطالية إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود عام 1967، واتخاذ خطوات سياسية أكثر فعالية على المستويين الثنائي والدولي لضمان محاسبة إسرائيل على جرائمها وانتهاكاتها المستمرة، وخاصة في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس.
واستعرض عطية آخر التطورات على الأرض، لافتًا إلى خطورة الوضع الإنساني الكارثي في غزة، في ظل حرب الإبادة والتجويع التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني منذ ما يقارب العشرين شهرًا، مؤكداً أن المجازر والانتهاكات الإسرائيلية تمثل خرقًا فادحًا للقانون الدولي.
وشدد عطية على أهمية أن تتخذ إيطاليا مواقف حاسمة وواضحة في المحافل الدولية، ولا سيما من خلال تصويتها في الأمم المتحدة، والالتزام بقرارات محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، داعيًا إلى دور إيطالي فاعل ضمن الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع (G7)، وضمن مؤتمر السلام المقرر عقده في نيويورك الشهر المقبل.
وأكد السفير الفلسطيني ضرورة استمرار إيطاليا في دعمها للحكومة الفلسطينية ومؤسساتها، إلى جانب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، خاصة في ظل محاولات الاحتلال الإسرائيلي تقويض دور السلطة وشل قدرتها على تقديم الخدمات الأساسية.
وأشار إلى أن هذه الزيارة تتزامن مع الذكرى الـ77 للنكبة، معتبرًا أن ما يعيشه الشعب الفلسطيني في غزة اليوم يفوق في مأسويته ما جرى عام 1948.
وثمّن عطية الدعم الإنساني الإيطالي، لا سيما عبر مبادرة “Food for Gaza” والمساعدة في القطاع الصحي، داعياً إلى توازي هذا الدعم الإنساني بجهود سياسية تفرض على إسرائيل الانصياع للعدالة الدولية.
كما رحّب بالقرار الأوروبي بمراجعة اتفاقية الشراكة مع إسرائيل، واصفًا إياه بالخطوة غير المسبوقة وفي الاتجاه الصحيح، مشددًا على ضرورة تعزيز التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والصحية والزراعية والثقافية، إضافة إلى الطاقة والتكنولوجيا.
من جانبه، أعرب فيرارا عن استياء بلاده من الكارثة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون، خاصة في قطاع غزة، قائلاً: “لا يمكن القبول باستمرار استهداف المدنيين والمستشفيات، فهذه السياسات تقوض فرص السلام وتضر بأمن إسرائيل على المدى البعيد”.
وأكد فيرارا تمسك بلاده بحل الدولتين، مشيرًا إلى توافق سياسي داخلي في إيطاليا على هذا الخيار، واستعداد حكومته لدعم مشاريع تنموية مشتركة مع فلسطين، مشددًا على أهمية عقد اللجنة الحكومية المشتركة في أقرب وقت، وتعزيز الحوار الثنائي.
وعلى هامش المشاورات، عقد السفير عطية سلسلة لقاءات مع شخصيات سياسية إيطالية، من بينها مستشار شؤون الشرق الأوسط لرئيسة الوزراء، روبيرتو ستوراتشي، وسكرتير العلاقات الدولية في مجلس النواب، بيبي بروفينزانو، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية جوليو تريمونتي، بالإضافة إلى أعضاء من اللجنة البرلمانية المعنية بالسلام.
ورافق السفير عطية في زيارته، نرمين غنايم، مسؤولة ملف العلاقات الثنائية مع إيطاليا، إلى جانب لمى الصفدي وعصام قادري من طاقم سفارة دولة فلسطين في إيطاليا.
