في مأساة إنسانية جديدة تجسّد حجم المعاناة التي يعيشها سكان قطاع غزة، فقدت الطبيبة الفلسطينية آلاء النجار، أخصائية طب الأطفال في مستشفى التحرير بمجمّع ناصر الطبي، تسعة من أطفالها بعد أن استهدف قصف جوي للعدو منزل عائلتها في منطقة قيزان النجار جنوبي مدينة خان يونس.
ووفقاً لما أعلنه المدير العام لوزارة الصحة في غزة، الدكتور منير البرش، عبر صفحته على “فيسبوك”، فإن الطبيبة النجار كانت في طريقها إلى عملها برفقة زوجها، الدكتور حمدي النجار، وعقب عودته بدقائق، سقط صاروخ على المنزل، ما أسفر عن مقتل تسعة من أطفالهما: يحيى، ركان، رسلان، جبران، إيف، ريفان، سيدين، لقمان، وسيدرا، بينما نجا الطفل العاشر، آدم، وقد أُصيب بجروح، كما أُصيب والده ويخضع حالياً للعناية المركزة.
وقد عبّرت إدارة مجمع ناصر الطبي عن حزنها العميق، وقالت في بيان: “نعجز عن التعبير، وتختنق الكلمات أمام هذا المصاب الجلل، فقتل أطفال زميلتنا جريمة إنسانية لا تُنسى”.
وذكر شهود عيان أن الطبيبة النجار أُصيبت بانهيار عصبي حاد عند مشاهدتها جثامين أطفالها داخل المستشفى الذي تعمل فيه.
الصحافي الغزي أنس الشريف كتب: “الدكتورة آلاء النجار فُجعت اليوم بأقسى ما يمكن أن يمرّ به قلب أمّ… أيّ قلب يحتمل أن تُنتزع منه ذريّته دفعةً واحدة؟ العدوان لا يفرّق بين طبيب وطفل، بين منزل ومستشفى، بين حياة وأخرى”.
ويأتي هذا الحادث في ظل تصعيد عنيف تشهده مدينة خان يونس منذ أسابيع، حيث تواصل قوات العدو عمليات قصف ممنهجة أسفرت عن مئات الضحايا، غالبيتهم من النساء والأطفال.
وفي إحصائية جديدة صادرة عن وزارة الصحة في غزة اليوم السبت 24 أيار/مايو، بلغ عدد الأطفال الذين قُتلوا جراء الحرب الصهيوني على القطاع 16,628 طفلاً، في أرقام تعكس حجم الإبادة الجماعية والاستهداف المباشر للمدنيين.