More

    السلام بين العدو ولبنان ممكن: حفظة السلام يمكنهم أن يساعدوا

    الجنرال أرولدو لازارو – رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام

    في مقالة خاصة بمناسبة اليوم الدولي لحفظة السلام، أكد الجنرال أرولدو لازارو أن السلام الدائم بين لبنان وإسرائيل لا يزال ممكنًا، إذا توفرت الإرادة السياسية لدى الطرفين، مشيرًا إلى أن قوات اليونيفيل تشكّل “جسرًا لا بديل عنه” لخلق الظروف الملائمة للحوار وبناء الثقة.

    القرار 1701… مرجعية السلام

    في عام 2006، اعتمد مجلس الأمن الدولي القرار 1701 لوضع حد للحرب بين حزب الله وإسرائيل، واضعًا إطارًا لوقف دائم لإطلاق النار، وتعزيز دور بعثة اليونيفيل في مراقبة الالتزامات بين الطرفين وتقديم تقارير بشأنها. وقد أسهم هذا القرار في استقرار جنوب لبنان لفترة تُعد الأطول في الذاكرة الحديثة بدون نزاع مفتوح.

    لكن هذا الاستقرار تلاشى في تشرين الأول/أكتوبر 2023، حين قادت حركة “حماس” هجومًا ضد إسرائيل، تبعه تضامن من حزب الله وقصف متبادل عبر الحدود، ما أدّى إلى تصعيد دام أكثر من 15 شهرًا، ونجم عنه دمار واسع في جنوب لبنان ونزوح جماعي للمدنيين.

    اليونيفيل: البقاء رغم المخاطر

    أوضح لازارو أن قوات حفظ السلام بقيت في مواقعها رغم طلب الجيش الإسرائيلي مغادرتها، مشددًا على مسؤولية البعثة في تهدئة التوترات، وحماية المدنيين، وتوثيق الأحداث بحيادية. وأضاف: “كنا نعلم أن مسؤوليتنا كجنود حفظ سلام تقتضي البقاء”.

    ورغم التفاهم حول وقف الأعمال العدائية الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وفرنسا في تشرين الثاني/نوفمبر 2024، لا يزال الوضع هشًا. إذ تستمر الانتهاكات الجوية الإسرائيلية اليومية، كما تبقى بعض الأراضي اللبنانية تحت الاحتلال، في مخالفة صريحة للقرار 1701، بحسب لازارو.

    الجنوب لم يُنزع سلاحه بالكامل

    وأشار لازارو إلى أن قوات اليونيفيل، بالتعاون مع الجيش اللبناني، لا تزال تكتشف بنى تحتية وأسلحة تعود لحزب الله وجماعات مسلحة أخرى، ما يعني أن الجنوب لم يُنزع سلاحه كما يفرض القرار الأممي. وتقوم اليونيفيل برصد وتوثيق هذه الخروقات ورفع تقاريرها إلى مجلس الأمن.

    ورغم تعقيدات الوضع، يقر الطرفان – لبنان وإسرائيل – بأن القرار 1701 لا يزال الإطار الأكثر واقعية لتحقيق سلام دائم. لكن تطبيق هذا القرار يتطلب التزامًا فعليًا من الجانبين.

    حفظة السلام ليسوا الحل… بل الجسر

    ختم لازارو بالقول إن “حفظ السلام ليس حلاً بحد ذاته، لكنه جسر يسمح ببناء الدبلوماسية وترسيخ الثقة”. ودعا إلى انسحاب إسرائيل من الأراضي التي لا تزال تحتلها في جنوب لبنان، وإعادة انتشار الجيش اللبناني، وإزالة الأسلحة غير الشرعية، كخطوات أساسية نحو الاستقرار.

    وأكد لازارو في ختام مقاله أن اليونيفيل ستواصل أداء مهمتها بحزم، دعمًا للبنان وإسرائيل، ولأجل مستقبل أكثر أمنًا وازدهارًا على طول الخط الأزرق وفي المنطقة الأوسع.

    Latest articles

    spot_imgspot_img

    Related articles

    spot_imgspot_img