دعت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، إلى بناء “أوروبا مستقلّة بحق”، مؤكدة أن “التاريخ لا يغفر التردّد”، وذلك خلال تسلّمها جائزة شارلمان الدولية في مدينة آخن الألمانية، يوم الخميس.
وقالت فون دير لايين في كلمتها: “ما كنا نعتمد عليه سابقاً كنظام دولي تحوّل بسرعة إلى فوضى دولية”، مشددة على ضرورة صياغة “شكل جديد من السلام الأوروبي في القرن الحادي والعشرين، تصوغه وتديره أوروبا نفسها”.
وأشارت إلى أن الحرب الروسية على أوكرانيا أنهت مرحلة من التراخي الأوروبي في مسائل الأمن والدفاع، وقالت: “كنا نعتقد أنه يمكننا الاعتماد على مكاسب السلام، لكن هذه الأوقات ولّت”.
وحذّرت من أن العالم يشهد اليوم “عودة للطموحات والحروب الإمبريالية”، في إشارة مباشرة إلى ما وصفته بـ”حرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الوحشية والقاسية ضد أوكرانيا”.
أوروبا تتغيّر مع الزمن
وأكدت فون دير لايين أن الاتحاد الأوروبي بدأ بالفعل في تخصيص مئات المليارات من اليوروهات لتعزيز الإنفاق الدفاعي، مشيرة إلى أن “الأزمنة تتغيّر، وأوروبا تتغيّر معها… ونحن نفعل ذلك للدفاع عن السلام”.
وأضافت: “نظام دولي جديد سيظهر في هذا العقد. وإذا لم نرغب بأن نكتفي بقبول ما يترتب عليه من عواقب، فعلينا أن نساهم في تشكيله”، خاتمةً بالقول: “مهمّتنا هي الاستقلال الأوروبي”.
ميرتس: ألمانيا لن تقف على الحياد
من جانبه، أكّد المستشار الألماني فريدريش ميرتس، الذي تولّى منصبه مطلع أيار/مايو، التزام بلاده بدعم أوروبا موحّدة وقوية، وقال خلال الحفل: “ألمانيا لن تقف على الحياد عندما يتعلّق الأمر بالحفاظ على الحرّية والديمقراطية وسيادة القانون وكرامة الإنسان في قارتنا”.
وأضاف أن ألمانيا مستعدة لاتخاذ “قرارات جذرية” خلال قمّة الناتو المقبلة في حزيران/يونيو، في إشارة إلى احتمال رفع الإنفاق الدفاعي إلى 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي، وزيادة الاستثمارات الأمنية إلى 1.5%.
عن جائزة شارلمان
تُمنح جائزة شارلمان الدولية منذ عام 1950 في مدينة آخن، تكريمًا لأشخاص أو مؤسسات قدّموا إسهامات بارزة في خدمة أوروبا ووحدتها. ومن أبرز الحاصلين على الجائزة في السنوات الماضية البابا الراحل فرنسيس، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
