تتجه أنظار المستثمرين هذا الأسبوع إلى تقرير الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة، وهو أحد أبرز المؤشرات الاقتصادية التي تساهم في رسم ملامح السياسات النقدية وتحريك الأسواق المالية حول العالم.
توقعات تقرير مايو 2025
تشير التقديرات إلى أن الاقتصاد الأميركي أضاف نحو 130,000 وظيفة جديدة خلال شهر أيار/مايو، مقارنة بـ177,000 وظيفة في نيسان/أبريل، ما يعكس تباطؤاً ملحوظاً في وتيرة التوظيف. ومن المرجّح أن يستقر معدل البطالة عند 4.2%.
ويرى محللون أن هذا التراجع قد يكون ناتجاً عن تأثير التوترات التجارية والتعريفات الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب مؤخراً، والتي بدأت تلقي بظلالها على قرارات التوظيف لدى الشركات.
كيف تؤثر البيانات على الأسواق؟
تقرير الوظائف يُعدّ مؤشراً حيوياً للأسواق، ويتفاعل معه المستثمرون بشكل مباشر، وفق الآتي:
- سوق العملات (الفوركس):
تقرير قوي عادةً ما يُعزز من قوة الدولار الأميركي، بينما يدفع تقرير ضعيف إلى تراجعه. - الأسهم:
البيانات القوية قد تقلّص من احتمالات خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفدرالي، ما قد يؤدي إلى تراجع شهية المخاطرة في الأسهم. أما تقرير دون التوقعات، فقد يعزز الآمال بتيسير نقدي ويدعم الأسواق. - الذهب:
بسبب العلاقة العكسية بين الذهب والدولار، فإن قوة تقرير الوظائف قد تضغط على أسعار الذهب، والعكس صحيح.
ما الذي يراقبه المستثمرون أيضاً؟
إلى جانب عدد الوظائف الجديدة، تتابع الأسواق مجموعة من المؤشرات الفرعية التي لا تقل أهمية:
- متوسط الأجور بالساعة:
أي ارتفاع ملحوظ في الأجور قد يشير إلى ضغوط تضخمية إضافية. - معدل البطالة:
حتى التغيرات الطفيفة فيه يمكن أن تقدم إشارات مهمة حول قوة سوق العمل. - مراجعات البيانات السابقة:
أي تعديل في أرقام الشهور الماضية قد يعيد رسم الصورة العامة للوضع الاقتصادي.
يأتي تقرير الوظائف هذا الأسبوع في لحظة مفصلية، حيث تحاول الأسواق تقييم اتجاه الاقتصاد الأميركي وسط تحديات تجارية واحتمالات متزايدة بتغيير في السياسات النقدية. ومع استمرار الغموض، فإن نتائج هذا التقرير ستكون تحت المجهر، وقد تحدد ملامح الأشهر المقبلة من حيث أسعار الفائدة وثقة المستثمرين.