More

    الحزن يخيّم على أهالي بلدة القاع الحدودية…. العسكري المتقاعد أنطوان شحود ينهي حياته

    خيّم الحزن على الأهالي بلدة القاع الحدودية في البقاع الشمالي بعد أن أقدم المعاون أول المتقاعد من قوى الأمن الداخلي، أنطوان شحود، على إنهاء حياته، في حادثة تعكس عمق الأزمة المعيشية والصحية التي يعاني منها اللبنانيون، خصوصاً المتقاعدون العسكريون.

    شحود، الذي خدم سنوات طويلة في صفوف قوى الأمن، أصيب قبل خمسة أشهر بمرض عضال في البروستات. ورغم محاولاته لتأمين العلاج من خلال راتبه التقاعدي الضئيل وراتب زوجته المعلمة في مدرسة رسمية، إلا أن تكاليف العلاج الباهظة والروتين الإداري للحصول على الموافقات الطبية اللازمة، حالت دون استكماله للعلاج.

    وفقا لاحد اقاربه انه في ظل هذه الظروف القاسية، وحرصاً على عدم تحميل عائلته المزيد من الأعباء المالية، قرر شحود التضحية بنفسه. فهو أب لابن وحيد تخرج حديثاً كمهندس، وابنة تفوقت في امتحانات البكالوريا هذا العام وتستعد لدخول الجامعة. لم يملك سوى منزل متواضع في بلدته، وكان يخشى أن يغرق أولاده في الديون من أجل علاجه.

    هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها في بعلبك-الهرمل، حيث سجلت المنطقة ارتفاعاً مقلقاً في حالات الانتحار في السنوات الأخيرة، نتيجة للأزمات الاقتصادية والمعيشية المتفاقمة. فبحسب مصدر أمني شهد عام 2024 ارتفاع معدل حالات الانتحار في البقاع إلى 15 حالة، بزيادة قدرها 7 حالة مقارنة بالعام 2022 و 2023، ما يعكس حجم الضغوط النفسية والاجتماعية التي يعاني منها المواطنون.

    إن مأساة أنطوان شحود تسلط الضوء على الحاجة الملحة لإصلاحات جذرية في النظام الصحي والاجتماعي في لبنان، وتوفير الدعم اللازم للمتقاعدين العسكريين الذين قدموا سنوات من الخدمة للوطن. كما تدعو إلى تعزيز شبكات الأمان الاجتماعي وتسهيل الوصول إلى الرعاية الصحية، خاصة في ظل الأزمات المتعددة التي تعصف بالبلاد.

    Latest articles

    spot_imgspot_img

    Related articles

    spot_imgspot_img