أفاد مصادر، اليوم الثلاثاء، نقلًا عن مسؤولين رفيعي المستوى من الولايات المتحدة وإسرائيل، بأنه لا يُتوقَّع حدوث اختراق كبير في محادثات وقف إطلاق النار المرتقبة هذا الأسبوع بشأن قطاع غزة، رغم إحراز بعض التقدّم في الجهود المبذولة لإقناع حركة “حماس” بتخفيف موقفها من المقترح الأميركي المدعوم من واشنطن.
وكان العدو قد أعلن في أكثر من مناسبة خلال الفترة الماضية موافقتها على المقترح الذي قدّمه المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، متهمةً “حماس” برفضه، في حين أكدت الحركة الفلسطينية أنها وافقت على المبادرة، لكنها طالبت بإدخال تعديلات عليها.
وأكدت “حماس” مرارًا استعدادها للإفراج عن جميع الأسرى المحتجزين في غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، مقابل وقف شامل للحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي من كامل القطاع، مع تقديم ضمانات أميركية بتنفيذ ذلك.
وكان مقترح ويتكوف قد نصّ على الإفراج عن عشرة أسرى للعدو وثماني جثث مقابل هدنة تمتد لـ60 يومًا، إلى جانب إطلاق سراح مئات الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية.
وطالبت “حماس” بتعديل في جدول تنفيذ الصفقة، بحيث يتم الإفراج عن الأسرى الأحياء والجثث الثمانية على ست دفعات خلال فترة وقف إطلاق النار. كما أصرت على انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى مواقعه التي كان متمركزًا فيها قبل انهيار الهدنة الأخيرة في آذار/ مارس الماضي، إلى جانب الحصول على ضمانات أميركية بإنهاء الحرب بشكل نهائي، وهي النقاط التي شكّلت جوهر الخلاف في المفاوضات الجارية.
وفي السياق الميداني، أعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم، مقتل 17 فلسطينيًا على الأقل وإصابة العشرات، جراء إطلاق نار من القوات الإسرائيلية استهدف حشدًا من المواطنين أثناء اقترابهم من نقطة توزيع مساعدات تديرها مؤسسة “غزة الإنسانية” المدعومة من الولايات المتحدة، وسط القطاع.
ووفقًا للمسعفين، جرى نقل المصابين إلى مستشفى العودة في مخيم النصيرات، ومستشفى القدس في مدينة غزة. من جهته، أشار الجيش الإسرائيلي إلى أن قواته أطلقت “طلقات تحذيرية” تجاه من وصفهم بـ”مشتبه بهم” اقتربوا من منطقة وادي غزة وشكّلوا تهديدًا على القوات، حسب تعبيره.
تجدر الإشارة إلى أن الحرب اندلعت في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إثر هجوم مفاجئ شنّته “حماس” وفصائل فلسطينية أخرى على جنوب إسرائيل، أسفر، بحسب إحصاءات إسرائيلية، عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة، معظمهم من المدنيين.
وفي المقابل، تقول وزارة الصحة في غزة إن الحملة العسكرية الإسرائيلية على القطاع أدّت إلى مقتل أكثر من 54 ألف فلسطيني، غالبيتهم من المدنيين، وتسببت في دمار واسع في البنية التحتية والمناطق السكنية.