More

    هل لبنان في خطر؟

    أسباب علمية قد تحميه من الإشعاعات رغم الضربات في إيران

    مع تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، والضربات التي طالت منشآت نووية إيرانية استراتيجية، ازداد القلق في المنطقة من احتمالات تسرب إشعاعات نووية، وسط تساؤلات مشروعة عن مدى تأثيرها على دول الجوار، ولا سيما لبنان، في حال تطور الصراع أو استُهدف مفاعل ديمونا الإسرائيلي في ردٍّ إيراني محتمل.

    في هذا السياق، أوضح رئيس الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية، الدكتور بلال نصولي، أن “الضربات الأخيرة استهدفت مفاعل أراك، وهو مفاعل بحثي لا يحتوي على فيول، في حين أن منشأتي نطنز وفوردو لتخصيب اليورانيوم تحتويان على مواد مخصبة مخزنة في شكل صلب وعلى أعماق تحت الأرض، ما يعني أن أي انفجار لن يؤدي إلى تسرب إشعاعي واسع النطاق، بل يبقى محدودًا ضمن نطاق الانفجار الجغرافي، وهو ما حدث فعلاً”.

    وأشار نصولي إلى أن الضربة التي استهدفت أصفهان طالت أيضًا مخزونًا من الوقود الصلب المخزن تحت الأرض، ما يفسّر بقاء نسب الإشعاع في الهواء ضمن المعدلات الطبيعية، بحسب القياسات التي أجرتها السلطات الإيرانية بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

    لبنان ومفاعل ديمونا: هل من خطر داهم؟

    أما بشأن مخاوف تسرب الإشعاعات من مفاعل ديمونا الإسرائيلي – الأقرب جغرافيًا إلى لبنان – فقد طمأن نصولي إلى أن “لبنان يمتلك شبكة إنذار مبكر تضم 20 محطة رصد إشعاعي موزعة على ثكنات الجيش اللبناني، وهي ناشطة منذ نحو 10 سنوات وتوفر معلومات فورية عن أي تغيّر إشعاعي في الأجواء”.

    وأضاف: “حتى في أسوأ السيناريوهات، فإن احتمال الوصول إلى مرحلة خطيرة يبقى ضعيفًا. وإذا دعت الحاجة، يمكن اتخاذ إجراءات مؤقتة مثل إخلاء بعض المناطق لساعات، لكن لا خطر فعلي كما يروّج البعض على مواقع التواصل الاجتماعي أو بعض وسائل الإعلام”.

    وأشار نصولي إلى أن مفاعل ديمونا ظلّ لعقود في دائرة التعتيم، مع عدم توقيع إسرائيل على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، ما يضع المنطقة أمام تحديات رقابية حقيقية. ولفت إلى أهمية التعاون بين الهيئة الوطنية للطاقة الذرية والهيئات العربية والدولية المختصة، لتأمين تنسيق علمي ووقائي دائم في مواجهة أي مخاطر محتملة

    Latest articles

    spot_imgspot_img

    Related articles

    spot_imgspot_img