أعلنت السلطات العراقية، اليوم الأربعاء، توقيف المحلّل السياسي عباس العرداوي، بعد نشره تدوينة وُصفت بأنها “تحريضية” ضدّ الأجهزة الأمنية، اتّهم فيها منظومات رادار في قاعدة عسكرية عراقية بـ”تقديم خدماتها” للعدو خلال الضربات التي استهدفت إيران مؤخراً.
ويُعد العرداوي من الوجوه البارزة في الإعلام العراقي، إذ يطلّ بانتظام على الشاشات المحلية لتقديم تحليلات سياسية، ويتابعه أكثر من 90 ألف حساب على منصة “إكس” (تويتر سابقًا). كما يُعرف بقربه من الفصائل المسلحة الموالية لإيران، وبتأييده لتحالف “الإطار التنسيقي” الذي يهيمن على البرلمان العراقي.
خلفية التوقيف
الجدل اندلع بعد أن علّق العرداوي، فجر الثلاثاء، على تدمير رادارات في معسكر التاجي شمال بغداد، إثر هجمات ليلية بطائرات مسيّرة، قائلاً إن “أحد هذه الرادارات قدّم خدماته بالعدوان الصهيوني”. التغريدة أثارت موجة من التفاعل على مواقع التواصل، قبل أن يقوم العرداوي بحذفها.
وزارة الدفاع العراقية أوضحت في بيان أنّ التوقيف جاء على خلفية “الإساءة والتشهير بالمؤسسة الأمنية”، معتبرة أن ما نشره العرداوي “ينطوي على إضرار بالأمن القومي”. وشدّدت على أن “حرية التعبير حق مكفول”، لكنها “تقف عند حدود الأمن القومي والمصالح العليا للبلاد”.
سياق أمني متوتر
جاءت هذه التطورات بعد سلسلة ضربات إسرائيلية على مواقع إيرانية بدأت في 13 حزيران/يونيو، وسط اتهامات متبادلة وتصاعد التوتر في المنطقة. ولم تُعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجمات الأخيرة داخل العراق، كما لم تحدّد السلطات هوية المنفذين.
وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد أعلن عن وقف تام لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل، بعد حرب استمرت 12 يوماً.
من جهتها، دعت الحكومة العراقية الولايات المتحدة إلى منع الطائرات الإسرائيلية من “اختراق الأجواء العراقية وتنفيذ الاعتداءات” على إيران، فيما عبّرت الفصائل الموالية لطهران عن غضبها، واتهمت القوات الأميركية ضمن التحالف الدولي بالتواطؤ.
توضيح من العرداوي
في محاولة لتخفيف حدّة الجدل، كتب العرداوي على منصة “إكس”، مساء الثلاثاء: “لا أحد يستطيع أن يشكك بمواقفنا في دعم القوات الأمنية العراقية بكل صنوفها”، موضحاً أن ما نشره سابقًا “نُقل عن منصات تلغرام”.