دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الليلة الماضية، إلى إلغاء محاكمة رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتهم الفساد في المحاكم الإسرائيلية، واصفاً القضية الملاحق بها بـ”حملة اضطهاد”.
وفي منشور استثنائي، نشره عبر منصته “تروث سوشيال”، هاجم ترامب القضاء الإسرائيلي، واعتبر القضية ضد نتنياهو ذات دوافع سياسية.
اعتبر ترامب أنّ “حملة مثل هذه اضطهاد لرجل قدّم الكثير هي بالنسبة لي أمرٌ لا يُصدّق”، مضيفا: “يجب إلغاء محاكمة بيبي (نتنياهو) فوراً أو أن يصدر عفو عن بطل عظيم”.
إقرأ أيضاً“نتنياهو” يمثل أمام المحكمة للمرة الـ31 بقضايا فساد
وتابع ترامب: “لقد علمتُ للتوّ باستدعاء بيبي إلى المحكمة يوم الاثنين”. وأضاف: “لقد مررنا لتوّنا، أنا وبيبي، بالجحيم، عبر قتال عدوّ لدود لإسرائيل منذ زمن بعيد هو إيران، وما كان لبيبي أن يكون أفضل أو أكثر حدّة أو قوة في حبّه للأرض المقدّسة المذهلة”، على حد قوله.
واعتبر محاكمته “عرض رعب” قائم على دوافع سياسية.
وفي منشوره، ذكّر ترامب بالدعم العسكري الذي قدّمته بلاده لإسرائيل في حربها على إيران، وقال إنّ “الولايات المتحدة هي التي أنقذت إسرائيل، والآن ستكون الولايات المتحدة هي التي تنقذ بيبي.. لا يمكن السماح باستمرار هذه المهزلة”.
من جانبها، ذكرت صحيفة “إسرائيل اليوم” أن ترامب اتصل بالرئيس الإسرائيلي هرتسوغ وطلب منه منح نتنياهو العفو وإلغاء محاكمته على قضايا الفساد الموجهة له.
ويمتلك الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ صلاحية العفو عن نتنياهو، لكن وسائل الإعلام الإسرائيلية نقلت عنه قوله إن العفو “ليس مطروحاً حالياً” ونقلت التقارير أيضاً عنه القول إنه “لم يُقدَّم طلبٌ كهذا”.
وبدورهم، سارع أعضاء في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، للتعبير عن تأييدهم لدعوة ترامب لإلغاء محاكمة نتنياهو، أو منحه عفوًا فوريًا.
وفي المقابل، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد، إنه ورغم العرفان بالجميل للرئيس ترامب، لكن ليس من دور الرئيس ترامب التدخل في مسار قضائي بدولة مستقلة”.
وأضاف: “أفترض أن هذا تعويض يقدّمه له (يقصد لنتنياهو) لأنه سيقوم بالضغط عليه بشأن غزة، لإنهاء الحرب”.
من جانبها، اعتبرت عضو الكنيست عن حزب “الديمقراطيين” نعما لزيمي، أن “نتنياهو ليس بريئًا لدرجة أنه يحتاج إلى تجنيد ترامب لإلغاء محاكمته”.
واعتبرت أن “ما نشره ترامب يُظهر بوضوح كيف تُؤخذ دولة بأكملها رهينة لمتهم جنائي”، وتابعت: “نتنياهو، حرّر النظام الديمقراطي في إسرائيل من قبضتك الخانقة. لا يمكن لفساد شخص واحد أن يدمّر مجتمعًا بأكمله. كفى”.
وتعود بداية محاكمة “نتنياهو” إلى عام 2020، في ثلاث قضايا بارزة عُرفت إعلاميًا بـ”الملفات 1000 و2000 و4000″، وقدم فيها لائحة اتهام رسمية في نوفمبر 2019 من قبل المستشار القضائي السابق للحكومة أفيخاي مندلبليت.
وفي “الملف 1000″، يتهم “نتنياهو” بتلقي هدايا فاخرة من رجال أعمال مقابل خدمات وتسهيلات. بينما “الملف 2000” يخص تفاهمات مع ناشر “يديعوت أحرونوت”، للحصول على تغطية إعلامية إيجابية.
و”الملف 4000″، يتعلق بمنح امتيازات تنظيمية لشركة الاتصالات “بيزك” مقابل تغطية داعمة في موقع “واللا” الإخباري، الذي كان يملكه شاؤول إلوفيتش.
وأنكر “نتنياهو” جميع التهم، مدعيًا أن القضايا ضده حملة سياسية تهدف لإبعاده عن السلطة.
وتأجّلت محاكمة نتنياهو مرات عدة منذ بدأت في مايو/أيار 2020، إذ طلب محامو رئيس الوزراء تأجيلها بسبب الحرب في غزة ضد حركة “حماس”، ولاحقاً بسبب الحرب ضد حزب الله في لبنان.