قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن البحث عن الطعام في قطاع غزة لا ينبغي علىالإطلاق أن يكون بمثابة حكم بالإعدام.
وأضاف غوتيريش في مؤتمر صحفي عقد في نيويورك، اليوم الجمعة، قبيل توجهه غدا السبت إلى مدينةإشبيلية لحضور المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية الذي تشارك الأمم المتحدة في استضافته معإسبانيا، “أن إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، مطالبة وفقا للقانون الدولي بالموافقة على الإغاثةالإنسانية وتسهيلها“.
وتابع “لقد تم تشريد العائلات مرارا وتكرارا، وهم الآن محصورون في أقل من خمس أراضي غزة، وحتىهذه المساحات المتقلصة تتعرض للتهديد، فالقنابل تتساقط على الخيام، وعلى العائلات، على أولئكالذين لم يتبق لهم مكان يفرون إليه، يُقتل الناس لمجرد محاولتهم إطعام أنفسهم وعائلاتهم“.
وأكد أن إسرائيل تحظر منذ ثلاثة أشهر “دخول مواد الإيواء والوقود للخدمات الحيوية، ويضطر الأطباءإلى اختيار من يحصل على آخر قارورة دواء أو آخر جهاز تنفس صناعي، فيما عمال الإغاثة أنفسهميتضورون جوعا، لا يمكن تطبيع هذا الوضع“.
وأوضح غوتيريش أن “حفنة من الإمدادات الطبية عبرت إلى غزة في وقت سابق من هذا الأسبوع، وهيالأولى من الأمم المتحدة منذ أشهر، مضيفا أن “هذا يؤكد فقط الحجم الهائل للأزمة“.
ولفت إلى أن كمية قليلة من المساعدات غير كافية، مؤكدا “أن ما تحتاجه غزة الآن هو طفرة فيالمساعدات، ومن الضروري أن يتحول هذا النزر اليسير من المساعدات إلى محيط“.
وشدد على “أننا بحاجة إلى إجراءات ملموسة حتى تصل المساعدات إلى جميع الناس أينما كانوا بسرعةوعلى نطاق واسع، وأن أي عملية تقوم بتوجيه المدنيين اليائسين إلى مناطق عسكرية هي بطبيعتها غيرآمنة، وهي تقتل الناس“.
كما أكد ضرورة إيجاد حل لمشكلة توزيع المساعدات الإنسانية، مشيرا إلى أنه “لا حاجة لإعادة اختراعالعجلة بمخططات خطيرة، لأن الحل لدينا“.
وتطرق غوتيريش إلى أن لدى الأمم المتحدة خطة مفصلة ترتكز على المبادئ الإنسانية المتمثلة فيالإنسانية والنزاهة والحياد والاستقلالية، لافتا إلى أن “لدينا الإمدادات والخبرة، وخطتنا تسترشد بمايحتاجه الناس، وهي مبنية على ثقة المجتمعات المحلية والجهات المانحة والدول الأعضاء، وقد نجحتخلال وقف إطلاق النار الأخير، ويجب السماح لها بالعمل مرة أخرى“.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، إسرائيل إلى الالتزام بميثاق الأمم المتحدة، والسماح بدخولالمساعدات الإنسانية، والوصول على إلى الناس أينما وجدوا، مجددا التأكيد على أن الطريق الوحيدللسلام هو تمهيد الطريق إلى حل الدولتين، مختتما حديثه بالقول: “يجب أن تنتصر الدبلوماسيةوالكرامة الإنسانية للجميع“.