لليوم الثالث على التوالي، تواصل حرائق الغابات اشتعالها في مناطق متفرقة من جبال الساحل السوري، ملتهِمةً مساحات واسعة من الأشجار الحراجية والغطاء النباتي، وسط صعوبات كبيرة تواجه فرق الإطفاء في عمليات السيطرة، بفعل عوامل طبيعية وأخرى بشرية.
وأعلن فريق الدفاع المدني السوري، اليوم الجمعة، إرسال وحدات دعم إضافية إلى جبال اللاذقية، في محاولة لتعزيز الجهود الرامية إلى احتواء الحرائق التي تتركز في مناطق العطيرة، والريحانية، وشلف، وزنزف.
وأشار الفريق إلى أن وعورة التضاريس، وغياب طرقات داخلية أو خطوط فصل للنيران، تُعيق حركة فرق الإطفاء وتبطئ من قدرتها على التدخل السريع، إضافة إلى صعوبة الوصول إلى مصادر المياه، ووجود مخلفات من الحرب في بعض المناطق المتضررة، مثل العطيرة.
وأكد الدفاع المدني أن ارتفاع درجات الحرارة النسبية ونشاط الرياح زادا من سرعة انتشار النيران، ما جعل عملية السيطرة على الحرائق أكثر تعقيدًا.
وكان وزير الطوارئ السوري، رائد الصالح، قد ظهر في تسجيل مصوّر من موقع الحرائق قبل يومين، وأوضح أن أكثر من 15 بؤرة حريق اندلعت في مواقع متفرقة من جبال الساحل، محذرًا من اتساع رقعتها بسبب العوامل الجوية القاسية.
يُذكر أن حرائق الشهر الماضي في نفس المنطقة تسببت في احتراق ما يزيد عن 30 هكتارًا من غابات جبل التركمان، وهي منطقة تُعدّ من أغنى المناطق بالغابات الكثيفة في سوريا، والتي شهدت على مدار السنوات الأخيرة حرائق متكررة، نتيجة مزيج من الظروف المناخية السيئة والممارسات البشرية الخاطئة، مثل التحطيب العشوائي والتعديات على الأراضي الحرجية.