نزحت صباح اليوم الجمعة ثلاثون عائلة من سكان تجمع عرب المليحات، الواقع عند نهاية طريق المعرجات شمال غرب أريحا، بعد تصاعد الاعتداءات اليومية التي ينفذها المستوطنون تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت مصادر محلية أن العائلات شرعت منذ ساعات الصباح في تفكيك خيامها ومغادرة المنطقة، بعد أن أصبح استمرارها في التجمع محفوفًا بالخطر، نتيجة الاعتداءات المتكررة، والمضايقات المستمرة، والتهديدات المباشرة التي تطالهم ليلًا ونهارًا.
وتأتي موجة النزوح الجديدة بعد يوم واحد فقط من مغادرة عشرين عائلة أخرى للتجمع، ليصبح عدد العائلات التي أجبرت على الرحيل خلال 48 ساعة نحو خمسين عائلة، من أصل 85 تقطن في المكان، ويقدّر عدد أفرادها الإجمالي بنحو 500 نسمة، جميعهم يعيشون اليوم تحت التهديد بالاقتلاع القسري.
وفي تطور لافت، أقدم المستوطنون خلال الأيام الماضية على إقامة بؤرة استيطانية جديدة أمام أحد منازل السكان، ما اعتبره الأهالي إعلانًا واضحًا ببدء مرحلة جديدة من التوسع والسيطرة، وتهجير من تبقى من السكان.
وقال حسن مليحات، المشرف العام على منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو، إن ما تتعرض له عرب المليحات هو جزء من “حملة ممنهجة تديرها سلطات الاحتلال عبر المستوطنين”، مشيرًا إلى أن الاعتداءات لم تقتصر على المضايقات الكلامية أو التخريب، بل شملت تدمير الخيام، تسميم المواشي، إغلاق الطرق، ومصادرة الممتلكات.
ووفق بيانات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فإن اعتداءات المستوطنين والجيش الإسرائيلي أدت إلى رحيل نحو 30 تجمعا فلسطينيا، منذ تصعيد العدوان الإسرائيلي بالضفة، بالتزامن مع بدء حرب الإبادة على غزة.