More

    الاحتلال يناقش المصادقة على مخطط “الخط البني” للقطار الخفيف الاستيطاني بالقدس

    من المقرر أن تناقش ما تسمى “اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء” التابعة لبلدية الاحتلال في القدس المحتلة خلال الأسبوع المقبل، المصادقة على مخطط “الخط البني” للقطار الخفيف في المدينة.

    ويهدف القطار الجديد إلى ربط “المنطقة الصناعية” في مستوطنة “عطروت” شمال القدس، بقرية صور باهر الواقعة جنوب المدينة، مرورًا بعدد من الأحياء والمناطق الفلسطينية، تشمل رأس العامود، وجبل المكبر، وباب العامود، وبيت حنينا، والبلدة القديمة، وذلك من خلال ثلاث مراحل رئيسة (شمالية، وسطى، وجنوبية).

    وقالت محافظة القدس إن استمرار سلطات الاحتلال في الدفع قدمًا نحو المصادقة على ما يُعرف بمخطط “الخط البني” للقطار الخفيف، يشكل مشروعًا استيطانيًا إحلاليًا خطيرًا.

    واعتبرت المحافظة في بيان يوم الأحد، هذا المخطط يمثل امتدادًا مباشرًا لسياسات التهويد الممنهجة، وفرض السيطرة الإسرائيلية الكاملة على المدينة المحتلة.

    وأضافت أن المخطط يهدف إلى تكريس الضم القسري للمدينة المحتلة إلى المنظومة الإدارية والتخطيطية الإسرائيلية، بما يتناقض بشكل صارخ مع أحكام القانون الدولي، وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.

    وحذرت من أن هذا المخطط لا يندرج ضمن إطار تحسين البنية التحتية أو تقديم خدمات مدنية، بل إنه اعتداء صارخ ومنهجي على الأرض الفلسطينية وعلى الوجود الفلسطيني التاريخي في المدينة، ومحاولة لفرض وقائع أحادية الجانب بالقوة، خارج أي مسار تفاوضي، لتكريس خارطة المصالح الاستيطانية الإسرائيلية، خاصة في القدس.

    وأكدت سعي الاحتلال لحسم قضايا الحل النهائي –وفي مقدمتها وضع القدس– باستخدام أدوات التخطيط والتنفيذ الميداني، بما يقوّض بصورة منهجية أي فرصة لتحقيق سلام عادل وشامل، ويُجهض “حل الدولتين”، ويمنع قيام دولة فلسطينية ذات سيادة مترابطة جغرافيًا، على حدود الرابع من حزيران 1967، وعاصمتها “القدس الشرقية”.

    وأشارت إلى أن “الخط البني” يُعد واحدًا من خطوط شبكة القطار الخفيف في القدس، والتي توسّعها سلطات الاحتلال بشكل متسارع في إطار مخططات تهويد المدينة وربط مكوناتها الجغرافية والديمغرافية ضمن منظومة استيطانية واحدة.

    وتُشير الوقائع إلى أن “الخط الأحمر” يعمل حاليًا بين حي “نفيه يعقوب” في شمال شرق القدس، ومستشفى “هداسا عين كارم” في جنوبها الغربي، مرورًا بشارع يافا.

    ويُتوقّع تشغيل “الخط الأخضر”، خلال الأشهر المقبلة الذي سيمتد من “حي جيلو” جنوبًا حتى “حي التلة الفرنسية” شمالا، وبدأت مؤخرًا أعمال تنفيذ الخط الأزرق، الذي سيربط “حي راموت” في الشمال الغربي “بحي جيلو”.

    وسبق أن تمت المصادقة في “اللجنة اللوائية” على “الخط البنفسجي”، الذي سيصل بين “مستشفى هداسا عين كارم” في الغرب،  و”حي أرمون هنتسيف” شرق المدينة.

    إضافة إلى ذلك، يُخطط الاحتلال لإنشاء “الخط الأصفر”، لربط “حي المتاحف” وباب المغاربة قرب حائط البراق، في محيط البلدة القديمة.

    وأضافت المحافظة أن مخطط “الخط البني” سيربط أحياء شرقي القدس من الشمال إلى الجنوب، عبر مقطعين رئيسيين: المقطع الشمالي يبدأ من “عطروت” شمالًا، حتى باب العامود، ويعتمد جزئيًا على مسار “الخط الأحمر”، وخاصة بين محطة “شيفتي يسرائيل” وبيت حنينا، ومن ثم شمالًا على طول طريق رام الله (الشارع 60 القديم) حتى “المنطقة الصناعية في عطروت”.

    ويتضمن هذا المقطع تسع محطات جديدة، إلى جانب التوقف في سبع محطات قائمة تُستخدم حاليًا فقط من قبل “الخط الأحمر”.

    ووفقًا للمخطط الإسرائيلي، فإن هذا المقطع هو الذي سيُخطط ويُنفّذ أولًا.

    وأكدت المحافظة أن هذا المشروع، بجميع تفاصيله التقنية والمكانية، لا يُمثّل سوى وسيلة استيطانية لبسط سيطرة الاحتلال على المدينة وتعزيز عزلها عن محيطها الفلسطيني، وتفريغها من مضمونها الوطني، العربي، والتاريخي، وتغيير هويتها وطابعها القومي والديني.

    Latest articles

    spot_imgspot_img

    Related articles

    spot_imgspot_img