في خطوة إنسانية طال انتظارها، أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، يوم الخميس، عن إدخال أول شحنة وقود إلى قطاع غزة منذ 130 يوماً. وبلغت كمية الوقود 75 ألف لتر، وهو ما وصفه دوجاريك بأنه “غير كافٍ حتى ليوم واحد من احتياجات الطاقة في القطاع”.
وحذّر دوجاريك من أن “الوقود ينفد”، مشيراً إلى أن الخدمات الأساسية في غزة، بما فيها المرافق الصحية ومحطات المياه، ستتوقف إذا لم يتم إدخال كميات أكبر على وجه السرعة.
اتفاق أوروبي – إسرائيلي لتوسيع المساعدات
في السياق ذاته، أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل يقضي بزيادة دخول شاحنات المساعدات والمواد الغذائية إلى قطاع غزة وفتح معابر إضافية. وقالت في بيان عبر منصة “إكس” (تويتر سابقاً):
“توصّلنا اليوم إلى اتفاق مع إسرائيل لتوسيع نطاق الوصول الإنساني إلى غزة”.
وأضافت كالاس أن الاتفاق يشمل:
- فتح مزيد من المعابر في شمال وجنوب القطاع.
- زيادة عدد الشاحنات المحمّلة بالغذاء والمساعدات غير الغذائية.
- استئناف تزويد المنظمات الإنسانية بالوقود حتى “مستوى التشغيل”.
- إعادة تشغيل الممرات الإنسانية من الأردن ومصر.
- توزيع الأغذية عبر أفران منتشرة في أنحاء القطاع.
- إصلاح البنى التحتية الحيوية.
- ضمان حماية عمّال الإغاثة.
مفاوضات غير مباشرة في الدوحة
بالتوازي، دخلت المفاوضات غير المباشرة بين حركة “حماس” وإسرائيل يومها الخامس في العاصمة القطرية الدوحة، برعاية الولايات المتحدة ومصر وقطر. وتهدف هذه الجولة إلى التوصل لاتفاق هدنة أوليّة تمتد لستين يوماً، بحسب ما أفاد مسؤول مطّلع على سير المفاوضات لوكالة “فرانس برس”.
وأوضح المسؤول، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته نظراً لحساسية المحادثات، أن “الوسطاء يتنقلون بين الطرفين لتبادل الأفكار وسدّ الفجوات المتبقية”.
وتزامنت هذه المفاوضات مع زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة.
كارثة إنسانية متواصلة
ويعيش أكثر من مليوني فلسطيني في غزة أوضاعاً إنسانية صعبة بسبب الحرب المستمرة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، حين شنّت حركة “حماس” هجوماً غير مسبوق على جنوب إسرائيل، أسفر عن مقتل 1219 شخصاً، معظمهم مدنيون، بحسب السلطات الإسرائيلية.
وردّت إسرائيل بحملة عسكرية واسعة أدت إلى مقتل 57,762 فلسطينياً على الأقل، معظمهم من المدنيين، وفق وزارة الصحة في غزة، التي تعتبر الأمم المتحدة بياناتها “موثوقة”.