زارت وزيرة البيئة تمارا الزين محمية البقبوق في بلدة العباسية، في جولة ميدانية بيئية رافقها خلالها عدد من الفعاليات الرسمية والعلمية والبيئية، بحضور النائب عناية عز الدين، النائب علي خريس، رئيس بلدية صور حسن دبوق و نائب الرئيس علوان شرف الدين، رئيس بلدية العباسية حبيب عجمي ونائب الرئيس خليل حمود وأعضاء المجلس البلدي، ممثلين عن الفعاليات الحزبية والإجتماعية و كشافة الرسالة الإسلامية و جمعية الرسالة للإسعاف الصحي و الهيئة الصحية الإسلامية ومجموعة من الباحثين والمهتمين بالشأن البيئي.
بدأت الزيارة بجولة على الشاطئ امتدّت لمسافة 4 كيلومترات، برفقة دليل سياحي بيئي قدّم شرحًا مفصّلًا عن التنوع الحيوي الذي تزخر به المحمية، من نباتات وكائنات بحرية وبرية، مع تسليط الضوء على الأنواع المهددة وأهمية الحفاظ على هذا الإرث الطبيعي.
وانتقل الوفد إلى حرش العباسية وهناك كانت كلمة ترحيبية لرئيس بلدية العباسية شدد فيها على أهمية المحمية كواحدة من المواقع الطبيعية المميزة في الجنوب اللبناني، مثنيًا على جهود الجميع.
بدورها وزيرة البيئة أشارت خلال كلمتها إلى أن هدف الزيارة هو معاينة الأضرار البيئية لأن هذا العدوان لم يكن مجرد دمار وارتقاء شهـداء بل أيضاً تعمّد العدو أذية البيئة وارتكاب الجرائم البيئية والإبادة البيئية، مؤكدة أن أكثر من 8 آلاف هكتار أحرقهم العدو بالفوسفور والقنابل الحارقة والقصف التقليدي، و عملية التجريف بعدها والأذى الذي حل بالتربة والمياه والتنوع البيولوجي، مؤكدة أنه وبإصرار منها طالبت أن يتضمن البيان الوزاري خطة التعافي البيئي كجزء من خطة إعادة الإعمار في الجنوب.
كما تطرقت إلى موضوع الصرف الصحي الذي هو من صلاحية وزارة الطاقة والمياه مؤكدة أن “هذا الملف لا يمكن إهماله لأن الضرر بيئي وسياحي وصحي وبحاجة إلى جهات مانحة”.
وحول موضوع النفايات رأت الزين أن المسؤولية تقع على عاتق البلديات واتحادات البلديات، وأولاً مسؤولية المواطن ووعيه لنظافة بيئته للحد من الضرر الذي تسببه النفايات، لافتة إلى وجود جهات دولية عبرت عن نيتها في الإستثمار في مجال النفايات من أجل الطاقة.
وقالت إن “الجنوب دفع ثمن الأزمة وثمن الحرب، وسنحاول تخصيص مشاريع للجنوب قدر المستطاع”.
كذلك أشارت الوزيرة إلى أن “مستحقات المحميات لم تدفع خلال السنوات الأخيرة من قبل وزارة البيئة ولم تدرج في الموازنة وطالبنا بإدراجها في الموازنة”.
وأكّدت أن لبنان ملتزم لعام 2030 أن يكون 30% من مساحته محميات أو حمى أو موقع أومنتزه طبيعي، فيما حالياً يعتبر وضع لبنان جيد، حيث تم تصنيف بلدة كفريا منذ يومين بـ الحمى رقم 36 في لبنان، “على أمل أن نحتفل في العباسية بالحمى رقم 37”.
وختمت الزين بقولها “بجهود الجميع وخاصة الدم الجديد في البلديات يمكننا أن نعيد الجنوب كما نطمح له ونحبه وكما لطالما رآه الرئيس نبيه بري”.
كما أكّدت النائب عناية عز الدين أن “الموضوع البيئي يتقاطع مع كل القطاعات ويلامس معظم السياسيات العامة آملة بعد الأزمة الكبيرة التي مر بها لبنان أن يتم معالجة النقص”.
وقد أشارت إلى أن “أزمة النفايات مركبة ولها أبعاد سياسية وتقنية وإدارية وفيها الكثير من شبهات الفساد وسوء الإدارة وانتشار للمكبات العشوائية في كل لبنان وتلوث للمياه والتربة وتهديد الصحة العامة” مؤكدةً أن “قضاء صور ليس بمنأى عن هذه الأزمة”، ثم أضاءت على تفاصيل واقع الأزمة في صور تحديداً، وأمِلت مراجعة الخطة التي كانت موضوعة مسبقاً من أجل متابعتها وتأمين التمويل اللازم لإكمالها.
كما عرضت عز الدين بعض التساؤلات والمطالب خاصة حول موضوع إعادة الإعمار ورفع الردم، والمطمر الصحي في الجنوب، وقالت “أن لبنان يمر بمرحلة خطيرة جداً والعدو لا يكتفي بالإحتلال بل يواصل إعتداءاته اليومية ويمعن في تدمير البيئة واغتيال الآمنين، ويعتبر وجودنا تهديد لوجوده، ومع ذلك نحن صامدون ثابتون نتمسك بالحياة ونتجذر في الأرض ومسيرتنا مستمرة، وأمّا وحدتنا السياسية والمجتمعية التي تتجلى بأبهى صورتها اليوم بالثنائي الوطني نتمنى أن ينضم اليها باقي الفرقاء اللبنانيين لأنها ضمانة ثباتنا أمام كل هذه التحديات”
كذلك ختمت النائب عز الدين”أولوياتنا واضحة ولا يمكن أن نساوم على حقوقنا رغم كل أشكال الضغط وهو ما يعبّر عنه الرئيس نبيه بري عبر المطالبة بوقف الإعتداءات والإنتهاكات “الصهيونية” وانسحاب العدو من أراضينا المحتلة ووقف عدوانه والإغتيالات وبدء إعادة الإعمار، وبعد ذلك لكل حادث حديث مع استعداد دائم للإنفتاح على الحوار حول مختلف القضايا والملفات ونحن أهل الحوار وطالبنا به عند كل استحقاق وأزمة ولا زالت أبوابنا مفتوحة لكل شركائنا في الوطن في سبيل بناء الدولة القوية والقادرة والعادلة والتي تليق باللبنانيين وتضحياتهم”.
كما شملت الزيارة جولة في معمل النفايات الطبية، ثم زيارة قصيرة إلى مطمر العباسية.