More

    البطريرك الراعي في قداس الأحد: “كلّ عائلة تعيش حبّها بأمانة، تسهم في بناء لبنان الجديد

    ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قدّاس الأحد في كنيسة الديمان، المقرّ الصيفي للبطريركية المارونية، حيث ألقى عظة ركّز فيها على أهمية العائلة كركيزة أساسية لبناء الوطن، مؤكدًا أن “كلّ عائلة تعيش حبّها بأمانة، تسهم في بناء لبنان الجديد”.

    وفي مستهل عظته، أشار الراعي إلى أن “يسوع، حين أرسل تلاميذه، نبّههم إلى أنهم سيلقون الاضطهاد بسببه وبسبب الحقيقة التي يعلنونها”. واستشهد بقوله: “ها أنا أرسلكم كالخراف بين الذئاب. كونوا حكماء كالحيّات وودعاء كالحمام” (متى 10: 16)، مشدداً على أن الحكمة والوداعة هما من أهمّ فضائل الروح القدس، تساندهما فضيلة الصبر المتجذّر في الرجاء المسيحي.

    “عيد الزوجين”: مبادرة جديدة لتعزيز قداسة الحياة العائلية

    وتوقّف الراعي عند المناسبة التي يُحتفل بها للمرّة الأولى في الكنيسة، وهي ما أُطلق عليه “عيد الزوجين”، بمشاركة حركة “فرق السيّدة” – Équipes Notre-Dame، وهي حركة رسوليّة تأسّست عام 1939 على يد الأب هنري كافاريل، وتهدف إلى عيش الدعوة إلى القداسة ضمن الحياة الزوجيّة.

    وأوضح أن هذه الفرق تنتشر اليوم في أكثر من 93 دولة، وتضم أكثر من 72 ألف زوجين، وآلاف الكهنة والمستشارين الروحيين، وقد تأسست منطقة لبنان عام 1963 لتشمل أيضاً الأردن والإمارات وقطر، وتضم حالياً حوالي 500 زوجين و70 كاهنًا.

    ذخائر القديسين لويس وزيلي مارتان تبارك لبنان

    وأشار البطريرك إلى أن احتفال هذا العام يترافق مع “نعمة عظيمة”، هي زيارة ذخائر القديسين الزوجين لويس وزيلي مارتان، والدي القديسة تريز الطفل يسوع، اللذين أعلنهما البابا فرنسيس قديسين معًا عام 2015. وقال: “عاشا حياتهما في نور الإنجيل، وأظهرا أنّ العائلة التي تبني بيتها على صخرة الإيمان لا تهزّها عواصف الحياة”.

    وتابع: “من بين أولادهما التسعة، واجها وفاة أربعة، فيما دخلت خمس منهنّ الحياة الرهبانيّة، أبرزهن القديسة تريز الطفل يسوع، التي قالت يومًا: تعلّمت القداسة من والديّ”.

    العائلة: النواة الصامدة وسط الأزمات

    وفي ختام عظته، شدّد الراعي على أن “العائلة تبقى في خضمّ الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، النواة الصامدة، والحصن الأخير، والمدرسة الأولى للطبيعة والقيم”. وأضاف: “حين تُبنى العائلة على الإيمان، يُبنى الوطن على الرجاء. فلتكن أمّنا مريم العذراء، شفيعة فرق السيّدة، ونجمة عائلاتنا، رفيقة درب الأزواج ومثال الطاعة والتسليم لإرادة الله”

    Latest articles

    spot_imgspot_img

    Related articles

    spot_imgspot_img