More

    العدو يلوّح بتدخل بري في جنوبي سوريا: لا نستبعد ذلك

    عقب سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع وتجمعات عسكرية تابعة لوزارة الدفاع السورية في ريفَي درعا والسويداء، أعلن مسؤول صهيوني للقناة 14 أن “إسرائيل تأمل ألّا تضطر إلى تنفيذ عملية برية في جنوبي سوريا، لكنها لا تستبعد هذا الخيار”.

    يأتي هذا التصريح في ظلّ تدهور خطير في الأوضاع الإنسانية بمحافظة السويداء، حيث تشهد المدينة وريفها اشتباكات عنيفة بين قوات تتبع وزارة الدفاع السورية ومجموعات من عشائر البدو من جهة، ومسلّحين محليين دروز من جهة أخرى، بحسب ما أفاد به “المرصد السوري لحقوق الإنسان”.

    كارثة إنسانية تتصاعد

    وقد أدّت الاشتباكات إلى خروج العديد من خطوط الكهرباء الرئيسية عن الخدمة، وانقطاع شامل للتيار الكهربائي في أحياء المدينة وريفها الغربي. كما توقفت محطات ضخ المياه، ما حرم السكان من مياه الشرب.

    في الوقت نفسه، تعيش الأسواق في السويداء شللاً شبه تام، مع إغلاق شبه كامل للمحالّ التجارية خشية القصف أو عمليات النهب، في حين نزحت أعداد كبيرة من العائلات من مناطق قريبة من خطوط التماس، لا سيما في بلدات المزرعة، كناكر، والثعلة.

    ويحذّر المرصد من أزمة إنسانية وشيكة، نتيجة النقص الحاد في المواد الغذائية والأدوية، وتعذّر إيصال الإمدادات بسبب التوتر الأمني وإغلاق الطرقات.

    203 قتلى وانتهاكات جسيمة

    منذ اندلاع الاشتباكات يوم الأحد 13 تموز، بلغ عدد القتلى، بما في ذلك من سقطوا في عمليات إعدام ميدانية، 203 أشخاص، بحسب المرصد.

    وسقطت قذائف هاون على عدة أحياء في مدينة السويداء، مصدرها مناطق انتشار قوات وزارة الدفاع وعشائر البدو، واستهدفت حيّ المسلخ، حيّ الجلاء، طريق الكوم، وبلدتي رساس وقنوات.

    كما وثّق المرصد انتهاكات خطيرة ارتكبتها القوات النظامية في المحافظة، شملت الاعتداء على أماكن عبادة كمثل كنيسة مار ميخائيل في قرية الصورة الكبيرة، إلى جانب إهانات طالت أبناء الطائفة الدرزية، واعتداءات على ممتلكاتهم، ما أعاد إلى الأذهان الانتهاكات التي حدثت سابقًا في مناطق سورية عدة، خصوصًا في الساحل خلال آذار/مارس الماضي.

    تقدّم للفصائل المحلية

    في المقابل، تمكّنت الفصائل الدرزية المحلية من بسط سيطرتها على مناطق واسعة من المدينة، مع تسجيل توافد كبير لمقاتلين محليين إلى وسط السويداء. وسيطرت تلك الفصائل على محيط مستشفى السويداء ومبنى المحافظة، بعد معارك عنيفة مع القوات النظامية.

    وفي تطورات ميدانية أخرى، سُجلت اعتداءات على كوادر طبية كانت تعالج المصابين، كما تعرضت مبانٍ حكومية لهجمات مباشرة.

    ووثّق المرصد قيام قوات تتبع وزارة الدفاع بتخريب واسع النطاق طال منازل المدنيين في عدد من القرى، شملت سرقة محتويات المنازل، تكسير الأبواب والنوافذ، وإضرام النيران في بعضها، ما خلّف دماراً مادياً فادحاً.

    Latest articles

    spot_imgspot_img

    Related articles

    spot_imgspot_img