More

    “عربات جدعون”.. حصانها “المستوى السياسي” وأسفارها قتلى الجيش

    على الرغم من إعلان رئيس الأركان بجيش الاحتلال الاسرائيلي “إيال زامير”، تحقيق أهداف عملية “عربات جدعون”، في قطاع غزة، إلا أن تلك الأهداف الموضوعة مسبقًا، لم ترى النور على أرض الواقع، وعلى رأسها “تهجير الفلسطينيين وتحرير الأسرى الإسرائيليين بغزة”.

    وجاء إعلان جيش الاحتلال المزعوم عن تحقيق أهداف العملية بعد انتهاء مدة هذه العملية، المحدد مسبقًا، وذلك في الخامس عشر من تموز الجاري.

    وكان من بين أهداف “عربات جدعون” احتلال معظم قطاع غزة، والسيطرة على محاور ومناطق بعينها، وتحرير الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية، وهي أهداف تتناقض مع الحقائق على أرض الواقع، كما يؤكد مختصّ بالشأن الإسرائيلي.

    ويأتي الإعلان على الرغم من حجم السخرية والانتقاد الذي تعرضت له العملية المذكورة، والتي وصفها وزير جيش الاحتلال السابق، “موشيه يعلون” بأنها باتت توصَف بسخرية بـ”عربة حمار المسيح”، في إشارة لعبثية استخدامها.

    كما أكدت أوساط إسرائيلية أن هذه العملية بلا هدف واضح، وأن هدفها سياسي فقط لحماية إئتلاف “نتنياهو”، فيما يسقط فيها الكثير من الجنود مقابل عدد محدود من الأسرى العائدين من غزة.

    وأقر المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر “الكابينت” مطلع مايو/أيار 2025 خطة عملية “عربات جدعون” بزعم تحقيق حسم عسكري وسياسي في غزة.

    لا منجزات استراتيجية

    ويقول المختص بالشأن الإسرائيلي عماد عواد لوكالة “صفا”، إن ” عملي عربات جدعون من ناحية منجزات عسكرية استراتيجية، لم تحقق شيء يذكر، أو شيء يُبنى عليه استراتيجيًا على المدى البعيد”.

    ويستدرك “ولكن حققت هذه العملية جزء من الإبادة الجماعية التي باتت إسرائيل تعتبرها هدف بحد ذاته”.

    ويرى وجوب التعامل مع ما يقوم بها الاحتلال من جرائم على أنه هدف بالنسبة له، وليس وسيلة من أجل الوصول لهدف، موضحًا أن “إسرائيل من أهدافها إبادة الغزيين، وهي تريد الوصول إلى هذه النقطة بشكل أو آخر”.

    ومن وجهة نظر المختص السياسي، فإن جيش الاحتلال الذي نفذ الخطة بطبيعة الحال، تم جره إلى عربات جدعون رغمًا عنه، وهي تعبر عن فجوة بين الجيش والمستوى السياسي، بالرغم من تقلص هذه الفجوة قليلًا بعد غياب غالانت وهليفي.

    ارتفاع القتلى خلالها

    ويبني على حديثه القول “إن الجيش الذي تواجد في غزة، هو بالأصل لم يكن يرغب في أن تطول هذه الحرب، ولكنه في النهاية ينفذ الأجندة السياسية، دون أي أهداف واضحة”.

    وفي هذا الجانب، يستشهد عواد بالعدد الكبير من القتلى في صفوف الجيش بغزة، والذين سقطوا تحت ضربات المقاومة خلال فترة “عربات جدعون” تحديدًا.

    وكما يقول “هذا الواقع يؤكد على عدة نقاط، الأولى أن الجيش لن يستطيع الاستقرار في غزة، وهو يُستنزف فيها، وثانيًا أن المقاومة بأبسط الوسائل، لا زالت تستطيع إيقاع هذا العدد الكبير من القتلى في صفوفه”.

    كما أن هناك إشارة بأن استمرار الاحتلال، يعني استمرار دفع الثمن، وهذا غير محتمل بالنسبة للإسرائيليين، ويعطي انطباع ومؤشرات على كذب “إسرائيل” في أنها قضت على غالبية المقاومة والأنفاق وغيره، وفق عواد.

    ويشير إلى أن أعداد القتلى في صفوف الجيش خلال عملية “عربات جدعون” وخصوصًا في الفترة الأخيرة، وكأنه في بداية الحرب بالنسبة للاحتلال.

    حقيقة واحدة

    وبناءً على ما سبق، فـ “نحن أمام حقيقة واحدة وهي أن عملية “جدعون”، حققت هدف الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين”، حسب عواد.

    أما على المستوى الإستراتيجي، فالعملية-حسب عواد- لم تحقق أهداف بعيدة المدى، مضيفًا “فلم تؤدي لتهجير الفلسطينيين إلى الجنوب، كما أردات إسرائيل، ولم تؤدي إلى استعادة الأسرى الإسرائيليين، كما لم تؤدي للقضاء على المقاومة والوصول إلى هدف تفريغ القطاع من المقاومين والسلاح”.

    ويجزم بأنه “على العكس النتائج أثبتت أن المقاومة لا زالت على حالها تنافح وتواجه، كما أن الجيش الإسرائيلي في غير مرة، عبر عن رغبته في إنهاء الحرب العسكرية والاتجاه لمنجزات سياسية، وهذا يؤكد أن الإبادة تحققت، ولكن ما دون ذلك استراتيجيًا، فهو بالنسبة للاحتلال لم يتحقق”.

    يُذكر أن “عربات جدعون” مصطلح له دلالات دينية واستعمارية، وسمى الاحتلال العملية بهذا الاسم نسبة لـ”جدعون” هو قائد توراتي قديم، وسبق استخدم الإسم ذاته في واحدة من آخر العمليات التي أطلقتها عصابات “الهاغاناه”إبان النكبة عام 1948، للاستيلاء على منطقة بيسان وتهجير سكانها الفلسطينيين.

    وبدعم أمريكي، ترتكب “إسرائيل” منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر 53 ألف شهيد، و139,974 إصابة بالإضافة لما يزيد عن 14 ألف مفقود تحت الأنقاض.

    Latest articles

    spot_imgspot_img

    Related articles

    spot_imgspot_img