طلبت دولة فلسطين عقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، اليوم الثلاثاء، لبحث الحصار والتجويع اللذين تفرضهما إسرائيل على المدنيين في قطاع غزة، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق، وفق ما أفاد به المندوب الدائم لفلسطين لدى الجامعة مهند العكلوك.
وأوضحت الجامعة العربية في بيان مقتضب أنه “تقرر عقد الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين، الثلاثاء، لبحث خطورة الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة”.
وقال العكلوك إن هذه الدعوة تأتي في ظل “الحصار الخانق، والموت المجاني، ومخطط التجويع الذي يتعرض له المدنيون في غزة”، مؤكدًا أن “الاحتلال يستخدم التجويع كسلاح ممنهج للإبادة الجماعية”.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حرباً شاملة على غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية وقرارات محكمة العدل الدولية الداعية إلى وقف العدوان.
وقد أسفرت هذه الحرب حتى الآن عن أكثر من 200 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، في ظل تفشّي المجاعة التي أودت بحياة العشرات، بحسب وزارة الصحة في غزة، بينهم 76 طفلاً قضوا جوعًا.
وأشار العكلوك إلى أن قوات الاحتلال “تعمّدت استدراج الجوعى من المدنيين إلى نقاط توزيع مساعدات غير إنسانية، قبل استهدافهم بالنار”، ما أدى إلى استشهاد نحو ألف فلسطيني أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء لعائلاتهم.
كما حذّر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من أن القطاع بات على أعتاب “الموت الجماعي”، بعد مرور أكثر من 140 يوماً على الإغلاق الكامل للمعابر ومنع إدخال المساعدات.
وأشار العكلوك إلى أن الطلب الفلسطيني لعقد الاجتماع جاء أيضًا على خلفية تصعيد الانتهاكات بحق المقدسات، لا سيما “المخطط الإسرائيلي غير القانوني لسحب صلاحيات بلدية الخليل في إدارة المسجد الإبراهيمي وتسليمها للمجلس الديني للمستوطنات”، معتبراً أن هذه الخطوة محاولة لتغيير الوضع القانوني والتاريخي للموقع.
وسيبحث الاجتماع سبل التحرك العربي على المستويات السياسية والقانونية والدبلوماسية، محليًا ودوليًا، لمواجهة هذه الانتهاكات، و”حشد الدعم لتحرك فاعل لوقف العدوان ومحاسبة الاحتلال على جرائمه”، بحسب العكلوك.
منذ 2 آذار/مارس 2025، أغلق العدو جميع المعابر مع قطاع غزة بشكل تام، وتمنع دخول المساعدات الغذائية والطبية، ما فاقم من الكارثة الإنسانية، وسرّع من تفشي المجاعة في القطاع المحاصر.